بالتحدث عما هو شاذ غير عادي ويهملان سير الحياة البشرية السوى. لكننا لا ننكر أن الظروف القاسية التي كانت تعيش فيها اسكنديناوة في الزمن القديم اضطرت الأهلين إلى أن يخوضوا معركة حامية في سبيل العيش لا يبقى فيها إلا أصلبهم عوداً، ومن أجل هذا نشأ عندهم من عادات النزاع القديم والأخذ بالثأر والقرصنة غي المقيدة في البحار المفتوحة، نشأ من هذه العادات قانون أخلاقي على غرار قانون نيتشة يدين بالشجاعة التي لا ترعى مبدأ ولا ضميراً. قال فيكنج لصاحبه:"قل لي أي دين تؤمن به؟ " فأجابه بقوله "إني أومن بقوتي". وأراد جولد هارلد Golq Harald أن يكون له على عرش النرويج، ورأى أن يناله بالقوة، لكن صديقه هاكون نصحه بقوله: فكر في أمرك واعرف هل تستطيع أن تبذل من قوة الرجولة ما يحقق مطعمك، لأن نيل هذه الغاية يتطلب من صاحبها أن يكون جريئاً، ثابتاً، لا يحجم عن فعل الخير أو الشر إذا كان فيه ما يوصله إلى مطلبه" (٨١). ومن هؤلاء الناس من كانوا يجدون في القتال لذة تكاد تنسيهم آلام جراحهم، ومنهم من كان يعتريهم وجد ونشوة في القتال تعرف عندهم باسم برسركس جانجر berserksgangr أي "طريقة برسلك". وكان البرسركيون-أو أصحاب قمصان الدببة-مقاتلين يندفعون إلى قلب المعركة دون أن يكون على أجسامهم قمصان من الزرد، ثم يحاربون ويصرخون كالحيوانات المفترسة، ويعضون بأسنانهم على دروعهم وهم غضاب ثائرون، فإذا انقضت المعركة فقدوا وعيهم وخارت قواهم (٨٢). وكانت الفلهالا محرمة على غير الشجعان، ومن يمت في القتال من أجل جماعته تغفر له جميع خطاياه.
وهكذا تعود "رجال الفيوردات" شظف العيش والألعاب العنيفة، ثم ساروا في سفائنهم ذات المجاذيف يفتحون لهم ممالك في الروسيا، وبمبرانيا Pomerania، وفريزيا، ونورمندية وإنجلترا، وأيرلندة، وأيسلندة،