وهاجم أتو الوند استجابة لرغبة أساقفته، وحاول أن يرغمهم بالسيف على اعتناق المسيحية. وأرغم ملك الدنمرقة ودوق بولندة وبوهيميا على أن يعترفوا به سيدهم الإقطاعي. وكان يطمع في أن يتولى عرش الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ولهذا رحب بالدعوة التي وجهتها إليه أدليد الحسناء أرملة لوثير ملك إيطاليا لينقذها مما لحق بها من الإهانة على يدي برنجار الثاني المليك الجديد. وخلط أتو بمهارته بين السياسة والغرام، فغزا إيطاليا وتزوج بأدليد، وسمح لبرنجار أن يحتفظ بمملكته على أن تكون إقطاعاً له من التاج الأماني (٩٥١). وأبى الأشراف الإيطاليون أن يعترفوا بألماني إمبراطوراً لأن هذا يستلزم أن يكون هذا الإمبراطور سيداً لإيطاليا، وبدأ وقتئذ بين الطرفين نزاع دام ثلاثة قرون. وخرج على كنراد وهو غائب عن ألمانيا ابنه لودلف وزوج ابنته كنراد فعاد أتو إلى ألمانيا لكيلا ينشأ عن محاولته أن يكون إمبراطوراً ألا يظل ملكاً. ولما أن غزا المجر ألمانيا مرة أخرى (٩٥٤) رحب بهم لودلف وكنراد وأمدهم بمن يرشدهم في غزوهم. وقطع أتو دابر الفتنة، وعفا عن لودلف، وأعاد تنظيم جيشه، وأوقع بالمجر عند لخفلد Lechfeld القريبة من أجزبرج Augsburg هزيمة منكرة (٩٥٥)، أفاءت على ألمانيا فترة طويلة من الأمن والسلام. وصرف أتو بعدئذ جهوده إلى شئون البلاد الداخلية- فأعاد النظام إلى نصابه، وقضى على الجرائم، وأعاد ألمانيا المتحدة إلى الوجود، وجعلها أعظم دولة رخاء في تلك الأيام.
وسنحت له الفرصة مرة أخرى لإنشاء الإمبراطورية حين استعانا البابا يوحنا الثاني عشر على برنجار (٩٥٩). فغزا أتو إيطاليا على رأس قوة كبيرة، ودخل روما من غير قتال، وتوجه يوحنا الثاني عشر إمبراطوراً رومانياً على الغرب في عام ٩٦٢. ثم ندم البابا على فعلته، وأخذ يشكو من أن أتو لم يوف بما وعده به من