للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تتفق مع العقل، وكانت هي الأساس الموئس الذي بنيت عليه المسلاة الإلهية.

ولكن هذا الرجل بعينه الذي يؤمن بالخرافات ويبادر إلى تصديقها، والذي حطمت جسده تقواه المرعبة الرهيبة، هذا الرجل كان في قوة إرادته وفي قدرته على العمل رومانياً من الطراز القديم، لا ينثني عن قصده، صارماً في أحكامه، حازماً، عملياً، محباً للنظام وإطاعة القانون، وضع للأديرة قانوناً، كما وهبها بندكت حكماً، أقام سلطة البابوية الزمنية، وحررها من سلطان الإمبراطورية، وصرف شئونها بحكمة واستقامة جعلتا الناس يرون فيها ملاذاً يهرعون إليه في العصور العاصفة المقبلة. وقد اعترف بفضله وقدسه من جاء بعده من البابوات ولقبه الخلف المعجب به "جريجوري العظيم".