ويعتقد اليهود أن شعب إبراهيم (أو أبراهام) جاءوا من أور في بلاد سومر (٥) واستقروا في فلسطين (حوالي ٢٢٠٠ ق. م) أي قبل موسى بنحو ألف عام أو أكثر؛ وأن انتصارهم على الكنعانيين لم يكن إلا استيلاء العبرانيين على الأرض التي وعدهم بها الله. والراجح أن أمرافَل الذي يقول عنه سفر التكوين (١٤: ١) أنه "ملك شنعار في تلك الأيام" كان هو أمربال والد حمورابي الذي كان يجلس قبله على عرش بابل (٦). ولم تصل إلينا من مصادر معاصرة إشارات مباشرة إلى خروج بني إسرائيل من مصر أو إلى هزيمة الكنعانيين (٧). وكل ما وصلنا من إشارات غير مباشرة هو ما كتب على اللوحة التي أقامها منفتاح (حوالي ١٢٢٥ ق. م) والتي وردت فيها هذه العبارة:
لقد غُلب الملوك وقالوا "سلاما! "
وخربت تحينو.
وهدئت أرض الحيثيين،
وانتهبت كنعان، وحلت بها كل الشرور، …
وخربت إسرائيل، ولم يعد لأبنائها وجود؛
وأضحت فلسطين أرملة لمصر،
وضمت كل البلاد. وهدئت؛
وكل من كان ثائراً قيَّده الملك منفتاح
وليس في هذه الأقوال ما يدل على أن منفتاح هو فرعون الذي خرج بنو إسرائيل من مصر في عهده؛ وكل ما تثبته أن الجيوش المصرية اجتاحت فلسطين مرة أخرى. ولسنا ندري متى دخل اليهود مصر، وهل دخلوها أحراراً أو عبيداً (١). ولربما كان من حقنا أن نرجح أن من هاجروا منهم إلى مصر
(١) لعلهم جاءوا مصر في أثر الهكسوس، ولعل سيطرة هؤلاء الساميين على مصر قد أتاحت لهم بعض الحماية (٩). ويرجع بيتري تاريخ دخولهم مصر إلى عام ١٦٥٠ ق. م، وتاريخ خروجهم منها إلى عام ١٢٢٠ ق. م (١٠)، وهو يعتمد في ذلك على ما ورد في التوراة من أن اليهود أقاموا في أرض مصر أربعمائة وثلاثين عاماً. تنبيه: رأينا في هذا الباب أن ننقل العبارات المقتبسة من الكتاب المقدس بنصها لا أن نترجمها عن الأصل الإنجليزي. (المترجم).