هو تاريخه السياسي لا تاريخه الديني. فقد كان كبير وزراء الإمبراطورية، وكان من أصعب الأمور على نفسه أن يقبل منصب البطريقية، لو أنها كانت تتطلب منه الخضوع إلى روما. وقد أذاع في عام ١٠٥٣ رسالة باللغة اللاتينية كتبها راهب يوناني يلوم فيها الكنيسة الرومانية أشد اللوم لإرغامها رجال الدين على العزوبة مخالفة بذلك أفعال الرسل وتقاليد الكنيسة، ولاستعمالها خبزاً فطيراً في القربان المقدس، ولإضافة الفقرة القائلة بأن الروح القدس ينبعث من الأب والابن إلى العقيدة النيقية. وأغلق كرولاريوس في ذلك العام نفسه جميع كنائس القسطنطينية التي تستخدم الشعائر اللاتينية، وحرم جميع القساوسة الذين يصرون على استخدامها. وبعث ليو، وكان وقتئذ في أوج سلطانه، برسالة إلى كرولاريوس، يطلب أن يعترف البطريق بسيادة البابوات، ويصم كل كنيسة ترفض هذا الاعتراف بأنها "جمعية من الخارجين على الدين، وجماعة من المنشقين، ومعبد للشيطان"(٧٦). ثم أرسل ليو وهو في هذه الحالة النفسية رسلاً إلى القسطنطينية ليناقشوا الإمبراطور والبطريق في الفوارق التي تبعد فرعي المسيحية إحداهما عن الآخر. واستقبل الإمبراطور رسل البابا بالترحاب، ولكن كرولاريوس أنكر عليهم حقهم في معالجة تلك المسائل. ثم مات ليو في شهر إبريل من عام ١٠٥٤ وظل كرسي البابوية شاغراً مدة عام. حتى إذا كان شهر يولية أخذ المندوبون هذه المسألة على عاتقهم: ووضعوا على مذبح كنيسة أيا صوفيا قراراً بحرمان كرولاريوس، فما كان من ميخائيل إلا أن عقد مجلساً يمثل المسيحية الشرقية على بكرة أبيها، وكرر هذا المجلس جميع شكاوي الكنيسة اليونانية من الكنيسة الرومانية، ولم تغفل فيها شكواها من حلق اللحى، وشنع رسمياً على قرار المندوبين وعلى "كل ما كانت له يد في صياغته، سواء أكان ذلك بمشورتهم أم بصلواتهم نفسها"(٧٧). وبذلك تم الاشتقاق بين الكنيستين.