للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن العطف في بعض اللحظات على شاربي الخمر ومستمعي الموسيقى. ولكنا هنا نرى الضمير الاجتماعي لأول مرة في آداب آسية يتخذ صورة محددة واضحة ويفيض على الدين بما يرفعه من دين حفلات وملق إلى دعوة للنبل وحث على مكارم الأخلاق، وما من شك في أن إنجيل المسيح يبدأ في الحقيقة بظهور عاموس (١).

ويبدو أن نبوءة من أشد نبوآته إيلاماً تحققت وهو لا يزال حيا: "هكذا قال الرب. كما ينزع الراعي من فم الأسد كراعين أو قطعة أذن، هكذا ينتزع بنو إسرائيل الجالسون في السامرة في زاوية السرير وعلى دمقس الفراش … فتبيد بيوت العاج وتضمحل البيوت العظيمة" (٢). وقام نبي آخر حوالي ذلك الوقت نفسه يهدد السامرة بالخراب في عبارة من تلك العبارات الواضحة المأثورة التي صاغها المترجمون في عهد الملك جيمس من كنوز التوراة ليرددها الناس في حديثهم كل يوم. قال هوشع: "إن عجل السامرة يصير كسراء، إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة" (١٠٤). وفي عام ٧٣٣ هددت إفرايم وحليفتها سوريا، مملكة يهوذا الناشئة، فاستغاثت هذه بأشور. فأغاثتها واستولت على دمشق، وأخضعت سوريا وصور وفلسطين وأرغمتها على دفع الجزية، وعرفت ما يبذله اليهود من جهود للحصول على معونة مصر، فغزت البلاد مرة أخرى واستولت على السامرة، ودخلت في مفاوضات سياسية مع ملك يهوذا (١٠٥)، وعجزت عن الاستيلاء على أورشليم، ثم عادت جيوشها إلى نينوى مثقلة بالغنائم ومعها ٠٠٠ ر ٢٠٠ من أسرى اليهود ليكونوا عبيداً للآشوريين (١٠٦).


(١) يجدر بالقارئ أن يرجع إلى كتاب "فجر الضمير" لبرستد ليوازن بين ما فيه وبين ما ورد في هذه الأقوال، فإن برستد يرجع بداية هذه الدعوة إلى المصريين الأقدمين. (المترجم)
(٢) واضح أنه يشير هنا إلى الحجرة التي بنيت كلها من العاج في قصر السامرة الذي كان يقيم فيه الملك أهاب مع ملكته إيزابل (حوالي ٨٧٥ - ٨٥٠ ق. م)، وقد عثرت بعثة مكتبة هارفرد في خرائب قصر يقال أنه قصر أهاب على عدد من قطع العاج.