السمبرنجهام Sempringham الجلبرتيين الإنجليز على غرار طائفة فنترفول. وفي عام ١١٥٠ سار بعض الزهاد الفلسطينيين على سنة القديس باسيلي وانتشروا في جميع أنحاء فلسطين. ولما استولى المسلمون على فلسطين هاجر هؤلاء الرهبان "رهبان الكرمل" إلى قبرص، وصقلية، وفرنسا وإنجلترا. وفي عام ١١٩٨ صدق إنوسنت الثالث على قانون طائفة الرهبان "الثالوثيين Trinitarians"، وحضهم على افتداء المسيحيين الذين وقعوا أسرى في أيدي المسلمين. وكانت هذه الطوائف الجديدة مشعلا أضاء ظلمات الكنيسة المسيحية.
وأخذت حركة الإصلاح في الأديرة التي بلغت ذروتها على يد القديس برنار تضعف خلال القرن الثاني. فقد كانت الطوائف الحديثة النشأة تحافظ على مبادئها الصارمة بإخلاص معقول، غير أنه لم يكن من المستطاع أن يوجد الكثيرون من الناس الذين يستطيعون الصبر على هذا النظام الصارم في ذلك العهد السريع الخطى، فأثرى السسترسيون- ومنهم أتباع برنار نفسه في كليرفو- على مر الزمن بما انهال عليهم من هدايا ذوي الآمال، واستطاع الرهبان بفضل الأعيان الموقوفة من (التائبين) أن يضيفوا إلى طعامهم اللحم وكثيراً من النبيذ (٣٣)، وعهدوا بجميع الأعمال اليدوية إلى أخوانهم العلمانيين، ولما مضت أربع سنين على موت برنار ابتاعوا عدداً من الأرقاء المسلمين (٣٤) وكانت لهم تجارة واسعة تدر عليهم أرباحاً طائلة في منتجات صناعاتهم المشاعة، وأثاروا حقد نقابات أرباب الحرف لأنهم كانوا معفين من العوائد المفروضة على نقل البضائع (٣٥). ولما ضعف إيمان الناس على أثر إخفاق الحملات الصليبية قل عدد الطلاب الجدد وانحطت بسبب هذا الضعف أخلاق جميع طوائف الرهبان،