ابن أخيها فرنندو الثالث ملك قشتالة هو الذي وضع الحجر الأساسي لكثدرائية بورجوس في عام ١٢٢١، وكان مهندس فرنسي غير معروف هو الذي قام بتصميم البناء، وألماني من كولوني- جوان دي كولونيا Juan de Colonia- هو الذي أقام الشماريخ (١٤٤٢)، وبرغندي يدعى فلبيه دي برجونيا Felipe de Borgonia هو الذي بنى الناقوس العظيم فوق ملتقى الجناحين (١٥٣٩ - ١٥٤٣)، ثم قام أخيراً تلميذه جوان دي فاليجو Juan de Vallego الأسباني بإتمام الصرح كله ١٥٦٧: وإن الشماريخ المزخرفة النوافذ، والأبراج المفتوحة التي تعتمد عليها هذه الشماريخ، والباكية ذات التماثيل، لتخلع على كنيسة سانتا ماريا لا مايور Senta Maria La Mayor (القديسة ماريا الكبرى) مهابة وفخامة لا يستطيع الإنسان أن ينساهما في وقت قصير. وقد كانت هذه الواجهة الحجرية كلها في بادئ الأمر مطلية، ولكن الألوان زالت عنها من زمن بعيد، ولهذا فإن كل ما نستطيعه الآن هو أن نحاول تصور الصرح المتلألئ الذي كان في وقت من الأوقات يضارع الشمس بهاء.
كذلك قدم فرنندو الثالث نفسه الأموال اللازمة لبناء كثدرائية طليطلة الأكثر من كثدرائية بورجوس فخامة. وقل أن توجد في المدن الداخلية مدينة جميلة الموقع كمدينة طليطلة- فهي تجثم في ثنية من ثنايا نهر التاجة، تخفيها تلال تحميها من الأعداء، وما من أحد يعرف ما هي عليه من فقر في هذه الأيام يتصور أن ملوك القوط الغربيين ومن جاء بعدهم من أمراء المسلمين، ثم ملوك اليون Leon وقشتالة المسيحيين، قد اتخذوا هذه المدينة عاصمة لهم. وقد بدأت كثدرائية في عام ١٢٢٧ وأخذت ترتفع في الجو ببطء مرحلة بعد مرحلة، حتى أوشكت على التمام قبيل عام ١٤٩٣. ولم ينشأ من التصميم الأصلي إلا برج واحد، وهي من طراز نصف إسلامي مغربي كطراز الخرلدة في أشبيلية، وتكاد تماثيلها في رشاقتها. وبنيت فوق البرج في القرن السابع عشر قبة أعد تصميمها أشهر