للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأستاذ على طلبه؛ وكان من التهم التي وجهت إلا أبلار إنه أشتغل بمهنة التدريس دون أن يقضي فترة التلمذة المعتمدة من أستاذ.

وكان إدراك فن التدريس على هذا النحور، أي الأستاذ المعلم والصبي المتعلم، من الأصول التي قامت عليها الجامعة. ولما إن تضاعف عدد الأساتذة أنشأ والهم بطبيعة الحال نقابة طائفية. وظل لفظ (جامعة Univiresitas) يطبق منذ قرون على كل هيئة من عدة أفراد بما في ذلك النقابات الطائفية. وفي عام ١٢١٤ وصف ماثيو باريس "زمالة الصفوة المختارة من المدرسين" في باريس بأنها منظمة قائمة من زمن بعيد. ولنا أن نفترض، وإن كنا لا نستطيع أن نبرهن، أن (الجامعة) اتخذت حوالي عام ١١٧٠ صورة نقابة طائفية للمدرسين لا اتحاداً لعدة كليات، فلما كان عام ١٢١٠ أصدر البابا إنوسنت الثالث -وكان هو نفسه من خريجي جامعة باريس- مرسوماً اعترف فيه بقوانين نقابة المدرسين المدونة واعتمدها، ثم أصدر هذا البابا نفسه مرسوماً آخر خول فيه النقابة تختار مندوباً عنها يمثلها في المحكمة البابوية.

وقبل أن ينتصف القرن الثالث عشر انقسم مدرسو (١) جامعة باريس إلى أربع (سلطات) أو كليات كما نسميها الآن (Faculties) (٢) : اللاهوت، والقانون الكنسى، والطب، و (الفنون). ولم يكن للقانون المدني بعد عام ١٢١٩ مكان في جامعة باريس بعكس ما كانت عليه الحال في جامعة بولونيا. وكان المنهج يبدأ بالفنون السمعية، ثم يرقى إلى الفلسفة وينتهي بعلوم الدين. وكان طلبة الفنون Arts (وكانوا يسمون Artlstae أي فنانين) هم المقاتلين عندنا (الطلاب) الذين لا يزالون في الجامعة، وإذ كانوا هم يؤلفون الجزء


(١) لا يفرق المؤلف في هذا الفصل وفي الفصول السابقة بين مدرس وأستاذ. (المترجم)
(٢) الكلمة ذات صلة بكلمة Facile الفرنسية ومعناها تيسير أو تخويل أو سلطة للعمل. (المترجم)