للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها لغته هو، والذي صحب الأمير جون إلى أيرلندة، وعاش فيها عامين، ثم طاف بأنحاء ويلز يدعو الناس إلى الحرب الصليبية الثالثة، وألف أربعة كتب ممتعة عن هذين البلدين. وقد أثقل صحف كتبه بتحيزه وبكثرة ما أورده فيها من أخبار المعجزات، ولكنه خففها بوصفه الواضح الحي للأشخاص والأماكن، وحديثه الظريف عن الأشياء التافهة التي توضح خصائص الأشخاص والعصور. وكان واثقاً من أن كتبه سوف تخلد ذكره (٣٨)، ولكنه استخف بما يمتاز يه الزمان من قدرة على النسيان.

وكان هو واحداً من آلاف الرجال الذين حجوا إلى بلاد الشرق في القرنين الثاني عشر والثالث عشر. وقدر سمت خرائط البلاد والطرق ليهتدي بها هؤلاء الحجاج، وأفاد من ذلك علم الجغرافية. وحدث بين عامي ١١٠٧ و ١١١١ أن أبحر سجورد جوراسلفار Siguard Jorasalfare ملك النرويج في حملة صليبية ومعه ستون سفينة، ومرَّ بإنجلترا، وأسبانيا، وصقلية، ووصل إلى فلسطين. وحارب المسلمين كلما لاحت له فرصة لحربهم، ثم قاد حملته بعد أن هلك منها من هلك إلى القسطنطينية، ومنها اجتاز بلاد البلقان، وألمانيا، والدنمرقة بطريق البر حتى وصل إلى النرويج. وتكون قصة هذه الرحلة المفعمة بالأخطار جزءاً من قصص اسكنديناوة الشعبية العظيمة. وفي عام ١٢٧٠ أعاد لنزارتي مالوسلو Lanzarotte Maocello كشف جزائر الخالدات التي كانت معروفة للأقدمين. وتقول إحدى الروايات المتواترة التي لم تحقق بعد إن أجولينو Ugolino وفادينو فيفلدو Vadino Vivaldo أبحرا من جنوى حوالي عام ١٢٩٠ على ظهر سفينتين كي يصلا إلى الهند بالطواف حول قارة أفريقية. ويبدو أن جميع من كانوا على ظهر السفينتين من الملاحين لقوا حتفهم. وانتقلت قصة هذه الرحلة بطريقة ساخرة في صورة رسالة من "برجستون" Prester John اسطوري (حوالي عام ١١٥٠) يتحدث فيها عن أملاكه في أواسط آسية،