للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسيحيين الذين اتصلوا بالإسلام؛ ويذكرنا الإفراط في التزام القافية في أواسط الأبيات وأواخرها في شعر العصور الوسطى اللاتيني بهذا الإفراط عينه في الشعر العربي. ومهما يكن في هذا من خير أو شر فإن هذه الصيغ الجديدة قد أنتجت ضرباً جديداً من الشعر اللاتيني، يختلف في كل شيء عن الشعر القديم، موفوراً وفرة عجيبة، يبلغ من الجودة درجة لم تكن متوقعة. وإلى القارئ مثلاً من شعر بطرس دميان (١٠٠٧ - ١٠٧٢) الناسك المصلح يشبّه دعوة المسيح بدعوة محب فتاة يحبها:

منذا الذي يدق بابي؟

أتريد أن تبدد أحلام ليلى؟

فيناديني: "يا أجمل العذارى،

يا أختي، ورفيقتي، يا جوهرة متألقة!

أسرعي! قومي! افتحي يا أحلى الفتيات!

أنا ابن الملك العليّ الأعلى

أنا أكبر أبنائه وأصغرهم

هبط من السماء إلى هذه الظلمة

ليحرر أرواح الأسرى

لقد تحملت الموت وكثيراً من ضروب الأذى"

فغادرت فراشي من فوري

وهرولت نحو عتبة الباب

لكي يفتح البيت كله إلى الحبيب

وتتملى روحي برؤية