وألاّ ينادي الرقيب "الفجر" - الفجر الذي يقضي على السلام!
رباه! يا رباه! ما بال الفجر يقبل مسرعاً!
…
"صديقتي الجميلة الحلوة، أنيليني شفتيك - شفتينا مرة أخرى!
ها هي ذي الطيور في المراعي تشدو
فليكن نصيبنا الحب، ونصيب الحسود الألم!
رباه! يا رباه! ما بال الفجر يقبل مسرعاً!
…
من تلك الريح الحلوة التي تقبل من بعيد
شربت حتى ارتويت من أنفاس الحبيب،
نعم، من أنفاس حبيبي المرح العزيز!
رباه! يا رباه، ما بال الفجر يقبل مسرعاً!
…
ألا ما لأجمل فتاتي وما أظرفها،
وما أكثر من يرقبون الطريق الذي يتجلى فيه جمالها
ولا يطوف بقلبها طائف القدر!
رباه! يا رباه! ما بال الفجر يقبل مسرعاً! (٢٩)
وقضى على حركة شعراء الفروسية الغزلين في فرنسا في منتصف القرن الثالث عشر، وكان من أسباب القضاء عليها ما في صياغتها وعواطفها من تكلف وتصنع أخذا يتزايدان على مر الأيام، وما حل بجنوبي فرنسا من دمار بسبب الحروب الدينية الألبجنسية، فقد تهدمت في الوقت العصيب كثير من القصور التي كان يأوي إليها شعراء الفروسية الغَزِلون؛ ولمّا أن قاست طولوز نفسها حصاراً مزدوجاً انهار نظام الفروسية هذا في أكتين. وفر بعض المغنين إلى أسبانيا وبعضهم إلى