(٢) وتروى الرواية الفارسية قصة أبستاق أخرى اكبر من هذه في واحد وعشرين كتابا يسمى وأحدها "النسك" وتقول أن هذه الكتب الأخيرة نفسها ليست جزءً صغيراً من الكتاب المقدس الأصلي، وأن كتاباً من هذه الكتب وهو الوند داد قد بقي سليماً. أما الكتب الأخرى فلم تبق منها إلا أجزاء مبعثرة في مؤلفات متأخرة كالدنكرد والبندهيش. ويروي مؤرخو العرب أن النص الكامل للكتاب الفارسي المقدس كان يشتمل على ٠٠٠ ر ١٢ جلد من جلود البقر. وتقول إحدى الروايات الدينية أن الأمير فشتسبا كتب من هذا الكتاب نسختين، التهمت أحدهما النار حين أحرق الإسكندر القصر الملكي في برسوبوليس، أما الأخرى فقد أخذها اليونان المنتصرون معهم إلى بلادهم، فلما ترجموها كانت هي المصدر الذي أخذوا عنه كل معلوماتهم العلمية (كما يقول الثقات من الفرس). فلما كان القرن الثالث بعد الميلاد أمر فلجيس الخامس أحد الملوك البارثيين من الأسرة الأرساسية أن يجمع كل ما بقي من أجزاء الكتاب المتفرقة المكتوبة منه والباقي في صدور المؤمنين. فاتخذ الكتاب من ذلك الوقت صورته الباقية إلى هذا اليوم، وكان قانون الزردشتية في القرن الرابع الميلادي، وأساس الدين الرسمي للدولة الفارسية. ثم عبثت الأيدي مرة أخرى بهذا الكتاب لما فتح المسلمون بلاد الفرس في القرن السابع بعد الميلاد. ويمكن تقسيم القطع الصغيرة الباقية من هذا الكتاب إلى خمسة أجزاء: ١. اليزنا: وتتألف من خمسة وأربعين فصلاً من الطقوس الدينية التي كان الكهنة الزردشتيون يترنمون بها، ومن سبعة وعشرين فصلاً (من الفصل الثامن والعشرين إلى الرابع والخمسين) وتسمى الجتها، وتشتمل على أحاديث النبي وما أوحي إليه مصوغة في عبارات موزونة كما يظهر. ٢. الوسبرد: ويشتمل على أربعة وعشرين فصلاً أخرى من الطقوس الدينية. ٣. الونديداد: ويشتمل على اثنين وعشرين فصلاً أو فرجوداً، وهي تشرح فقه الزردشتيين وقوانينهم الأخلاقية، وهي التي تتألف منها الآن شريعة البارسيين الكهنوتية (في الهند). ٤. اليشت: أي التسبيحات الغنائية، وهي واحد وعشرون نشيداً في الثناء على الملائكة تتخللها أقاصيص تاريخية ونبوءة عن آخر العالم. ٥. وآخرها الخرد أبستاق: أي الأبستاق الصغيرة وهي صلوات تتلى في مناسبات في الحياة المختلفة.