لن يعود عليك من هذا الصيد ثناء ولا رضاء. فنحن نعرف من زمن بعيد ما هي هذه العادة عادة الوعل الأبيض: نعرف أن من يقتل الوعل الأبيض يجب أن يقبل أجمل فتاة في حاشيتك … ولكن هذا قد يؤدي إلى شر مستطير، لأن في هذا المكان خمسمائة فتاة من ذوات الحسب والنسب، … وما من واحدة منهن إلا لها فارس جريء مغوار، على استعداد لأن يعلن بالحق أو بالباطل أن السيدة التي هو متيم بها أروعهن كلهن جمالاً وأعظمهن رقة". فأجابه الملك بقوله: "إني أعلم هذا حق العلم، ولكن علمي به لا يحول بيني وبين تنفيذ ما أعتزمته … وسنذهب غداُ لنصيد الوعل الأبيض وسيكون ذلك اليوم يوم بهجة ومرح" (٤٤).
وفي بداية الرواية أيضاً نجد المبالغات القصصية الممتعة. "لقد عمدت الطبيعة في تكوين إنيد Enide إلى كل ما لديها من حذق، ودهشت الطبيعة خمسمائة مرة من نجاحها في إبداع هذا المخلوق الكامل". ويقال في قصة لانسلت إن "المحب الكامل مطيع على الدوام، يسارع إلى تنفيذ رغبات حبيبته وهو مسرور … والألم (في سبيلها) محبب إليه، لأن الحب الذي يهديه ويقوده في سبيله يخفف هذا الألم بل يمحوه" (٤٥). غير أن الكونتة ماري كان لها في الحب رأي فيه شيء من المرونة:
إذا وجد الفارس فتاة أو عذراء مهجورة، وإذا كان يعنى بسمعته الطيبة، فإن نفسه لا تطاوعه بأن يعاملها معاملة غير شريفة إلاّ بقدر ما تطاوعه لأن يقطع عنقه. وإذا ما هاجمها فإنه سيجلل بالعار في كل بلاط، أما إذا انتزعها منه وهي تحت حراسته بحد السلاح فارس آخر اشتبك معه في معركة، فإن من حق هذا الفارس الثاني أن يفعل بها ما يريد دون أن يجلله عار أو يستحق من أجله لوماً (٤٦).
وشعر كريتيان ظريف ولكنه ضعيف، وسرعان ما يمل الإنسان ثقله وكثرته في عصر السرعة الحديث. لكنه يمتاز بأن فيه أكمل تعبير باق حتى اليوم عن المثل الأعلى للفروسية، وذلك في الصورة التي رسمها الكاتب لحاشية