حكم أربع سنين وخلفه فرانتشسكو الأول صاحب كرارا (١٣٥٠ - ١٣٨٩)، وحكم البلدة حكماً عجيباً ام نحو أربعين عاماً، ورف في خلالها مقام بدا إلى مصاف المدن الكبرى أمثال ميلان، وفلورنس، والبندقية، وإن كان هذا لم يدم إلا وقتاً قصيراً. وقد أخطأ فانضم إلى جنوى ضد البندقية في الحرب العوان التي اتقدت نارها سنة ١٣٧٨، والتي انتصرت فيها مدينة البندقية وأخضعت بدوا ليلطانها (١٤٠٤).
وقدمت المدينة في هذه الأثناء أكثر من نصيبها لحياة إيطاليا الثقافية، فأتمت في عام ١٣٠٧ كنيسة القديس أنطوني المعروفة بذلك الاسم الحبيب إلسانتو EL Santo، ورمم في عام ١٣٠٦ البهو الأعظم المعروف باسم سالا دلا رجيونى Sala della Ragione ( بهو البرلمان) على يد المهندس المعماري الراهب جيوفنى إريمتانو Giovanni Eremitano، ولا يزال هذا البهو قائماً إلى الآن. وكان القصر الملكي (الرجيو Reggio في ١٣٤٥ وما بعدها) يحتوي على أربعمائة حجرة في كثير منها مظلمات يفخر بها آل كرارا. ولم يبق من هذه المظلمات إلا برج دقت ساعته الشهيرة أولى دقاتها في علم ١٣٤٦. وابتاع تاجر طوح يدعى انريكو اسكرافني Rnrico Scravegni في بداية ذلك القرن قصراً في المدرج الروماني القديم يسمى "الحلبة " Arena، واستدعى أشهر مثال في ايطاليا وهو جيوفنى بيزانو Giovanni Pisano وأشهر مصوريها وهو جيتو Giotto، لينقشا له معبد بيته الجديد (١٣٠٣ - ١٣٠٥). وكانت نتيجة جهودهما "معبد الحلبة " الصغير الذائع الصيت في أنحاء العالم المتعلم كله. وفيه صوّر جيتو الظريف نحو خمسين صورة جدارية، ونحتاً مستديراً ومدلاة تروى كلها القصة العجيبة قصة العذراء وابنها، وأحاط المظلمات الرئيسية برءوس الأنبياء والقديسين، وبأشكال نسوية ترمز إلى فضائل الجنس البشري ورذائله. وصور تلاميذه على الباب الداخلي بجد فاتر صورة ليوم الحساب ذات أشكال غريبة مختلطة مهوشة كأنها الميازيب، ونقش منتاجينا Montagena بعد