واستيا Astia، وبولونيا، اعترفت هذه كلها بحكمه وسلطانه، ولما أن نازعه بابوات أفنيون دعواه في تملك بولونيا، وأصدروا عليه قرار الحرمان، حارب كلمنت السادس بالشجاعة والرشا، وظفر ببولونيا، وبالغفران، والسلم نظير مائتي ألف فلورين (١٣٥٢). وأصيب من جراء جرائمه بالنقرس، وزاد استبداده بمناصرة الشعر، والعلم، والفن. ولما وفد بترارك على بلاطه، وسأله أي الواجبات يطلب إليه أن يؤديها، رد عليه جيوفني ذلك الرد الجميل:"لا شيء أكثر من وجودك الذي يشرفني ويشرف حكمي"(٥١).
وأقام بترارك في بلاط الفيكونتي في بافيا أو ميلان ثماني سنين، وألف في أثناء هذا الخضوع المريح سلسلة من القصائد بالشعر الإيطالي الرباعي الأوتاد سماها الانتصار أي انتصار الشهوة على الإنسان، والعفة على الشهوة، والموت على العفة، والشهرة على الموت، والزمان على الشهرة، والخلود على الزمان. وهنا أنشد آخر أغانيه إلى لورا Laura، وطلب أن تغفر له شهوانية حبه، وتحدث إلى روحها الطاهرة وحلم أنه اجتمع بها في الجنة- ولعل زوجها قد ذهب إلى مكان آخر. ولا تقل هذه القصائد شأنا عن قصائد دانتي، وهي تمثل انتصار الغرور على الفن.
وتوفى جيوفني فيكونتي في عام ١٣٤٥ وأوصى بملكه إلى ثلاثة من أبناء أخيه، وكان ماتيو الثاني عاجزا منهمكا في ملذاته، فقتله أخواه ليحفظا بذلك شرف أسرتهما (١٣٥٥). وحكم برنابو من ميلان جزءاً من الدوقية، وحكم حليستو الثاني Galezzo من بدوا ما بقى منها. وكان جليستو هذا حاكما قديرا يرسل شعره الذهبي في غدائر، وزوج بناته من أبناء الملوك. ولما أن تزوجت ابنته فيولنتي Violante دوق كلارنس Clarence أبن إدورد الثالث ملك إنجلترا، أعطاها بائنة قدرها مائتا ألف فلورين ذهبي (أي خمسة ملايين دولار)، ونفح كل واحد