الجريء الذي عمد إليه دونالتو Donatello في نحته، والكنائس الفخمة التي خططها برونيلسكو Brunellesco، والقوة غير الجامحة التي تشاهد في عمائر متشيليتسو Michelozzo، والأفلاطونية الوثنية التي تتصف بها أعمال جمستوس بيثو Gemitus Pietho، والأفلاطونية الصوفية التي ينطبع بها تفكير بيكو Pico وفيتشينو Ficino، ورقة ألبرتي، وفظاعة بجيو Poggio المتعمدة، وإسراف نيقولوده في تعظيم الكتاب المقدس، وكان هؤلاء جميعا ينالون رفده. وقد استدعى جوانس أرجيروبولوس Joannes Argyropoulos إلى فلورنس ليعلم شبابها لغتي اليونان وروما وآدابهما، وظل اثنتي عشر سنة يدرس مع فيتشينو آداب بلاد اليونان وروما. وأنفق قدراً كبيراً من ماله في جمع النصوص الأدبية القديمة حتى كان أثمن ما تحمله سفنه في كثير من الأحيان المخطوطات التي تأتي بها من بلاد اليونان او الإسكندرية. ولما أن افلس نيقولوده نقولى لكثرة ما أنفقه في ابتياع المخطوطات القديمة، فتح له كوزيمو اعتمادا لا حد له في مصرف آل ميديتشي، ومده بالعون حتى مماته. وكان يستخدم خمسة وأربعين نساخاً يشرف عليهم الكتبي المتحمس فسبازيا نودا بستتشي Vespasiano da Bisticci لكي ينسخوا له ما لا يستطيع شراءه من المخطوطات. وكان يضع كل هذه «القطرات الثمينة» في حجرات بدير القديس ماركو، أو بدير فيسولي Fiesole أو في مكتبته هو. ولما توفى نيقولي (١٤٣٧) وترك وراءه ثمانمائة مخطوط تقدر قيمتها بستة آلاف فلورين (١٥٠. ٠٠٠ دولار) وكان مثقلا بالديون، واختار ستة عشر وصيا يعهد إليهم التصرف في كتبه، عرض كوزيمو أن يتحمل هو الديون كلها إذا ما سمح له ان يعين الأمكنة التي توضع فيها هذه المجلدات. فلما اتفق على هذا قسم كوزيمو مجموعة الكتب بين مكتبة دير القديس ماركو ومكتبته. وكانت هذه المجموعات كلها في متناول المدرسين والطلاب من