في هذا المنصب رئيسه المحبوب، وقبل نقولاس هذا العرض، وبقى الراهب أنطونيو من القديسين حتى بعد أن لبس ثياب كبير الأساقفة.
وليس من بين المصورين جميعاً-إذا استثنينا إلجريكو El Greco ( الإغريق) - من ابتكر له طرازاً في التصوير خاصاً به كما ابتكر الأخ أنجيلكو، وفي وسع كل إنسان حتى المبتدئ أن يتبين هذا الطراز فلا يخطئ فيه. وهو يمتاز ببساطة الخط والشكل وهي البساطة التي ترجع إلى عهد جيتو، وقلة في مجموع الأوان ولكنها قلة أثيرية سماوية- تشمل الألوان الذهبي والزنجفري، والقرمزي، والأزرق، والأخضر-وهي تكشف عن روح نيرة، وإيمان هانئ، وصور رسمت في بساطة متناهية، تكاد تغفل علم التشريح، ووجوه جميلة، ظريفة، ولكنها شاحبة يبعدها عن الحياة، متشابهة تشابهاً يبعث الملل في الرهبان، والملائكة، والقديسين، كأنها في الفكرة التي قامت عليها أزهار في جنات النعيم، وكلها قد سمت بها روح بلغت المثل الأعلى في الحنان والخشوع، ونقاء المزاج والتفكير الذي يعيد إلى الذاكرة أجمل لحظات العصور الوسطى، ولا تستطيع النهضة أن ترجها. لقد كانت هذه آخر صرخة تبعثها العصور الوسطى في الفن.
وظل الأخ جيوفتي يعمل سنة في روما، ثم عمل بعض الوقت في أرفيتو Orvreto، ثم كان مدة ثلاث سنين رئيساً لدير الدمنيك في فيسولي، ودعا مرة أخرى إلى رومة، حيث توفى في سن الثامنة والستين. وربما كان قلم لورندسوفلا الفصيح هو الذي كتب قبريته:
لست أريد أن يكون ما أمدح به أنني كنت أبليس آخر، بل أريد أن يكون سبب مديحي أنني خرجت عن جميع مكاسبي إلى المؤمنين بك أيها المسيح، لأن بعض الأعمال يتوجه بها إلى الأرض وبعضها إلى السماء. لقد كنت، أنا وجيوفني، من أبناء فلورنس المدينة التسكانية.