أصرت على الاستمساك بحلفها مع فرنسا طوال المدة التي كان فيها «الحلف المقدس» المكون من البندقية، وميلان، ونابلي، وروما يبذل الجهود تلو الجهود ليطهر إيطاليا من الغزاة الفرنسيين. فلما توجت جهود الحلف بالنصر ولى شطر فلورنس لينتقم منها، وسير إليها جنوده لكي يستبدلوا الالجاركية الجمهورية بدكتاتورية ميديتشية. وقاومت فلورنس جنود الحلف، وبذل مكيفلي جهودا جبارة لتنظيم وسائل الدفاع عنها. واستولى الغزاة على براتو Prato حصنها الامامي ونهبوه، وإلى عساكر مكيفلي الادبار أمام جنود الحلف المرتزقين المدربين. واستقال سدريني حتى لا يطول سفك الدماء، ودخل جوليانو ده ميديتشي ابن لورندسو فلورنس، بعد أن نفح الحلف بعشرة آلاف دوقة (نحو ٢٥٠. ٠٠٠ دولار)، في حماية الجنود الاسبانية، والجرمانية، والإيطالية. وسرعان ما انضم إليه أخوه الكردنال جيوفيني، والغى دستور سفنرولا، وأعيدت سيادة آل ميديتشي على فلورنس.
وسلك جيوفيني وجوليانو مسلك الحكمة والاعتدال، وارتضى الشعب هذا التغيير بعد أن أتخمه طول الاستشارة والاهتياج. ولما أن أصبح جيوفيني هو البابا العاشر (١٥١٣)، وتبين أن جوليانو أرق واظرف من أن يكون حاكماً ناجحاً، أسلم حكم فلورنس إلى ابن أخيه لورندسو، ومات هذا الشاب الطموح بعد ست سنين من حكم الاستهتار، وخلفه الكردنال جويليوده ميديتشي Giulio de'Medici، ابن جوليانو الذي قتل في مؤامرة باتسي Pazzi، فأدار شئون فلورنس بكفاية ممتازة؛ ولما اصبح هو البابا كلمنت السابع (١٥٢١) حكم المدينة وهو جالس على كرسي البابوية. وانتهزت فلورنس فرصة الكوارث التي حلت به فطردت منها ممثليه (١٥٢٧)، وظلت أربع سنين تستمع مرة أخرى بتجارب الحرية. ولكن كلمنت خفف بالدبلوماسية وقع الهزيمة، واستخدم جنود شارل