أما جيان فرانتشيسكو فكان كالح الوجه أشعث الشعر، مولعاً بالصيد، متهوراً في الحرب والحب. وكان في سنيه الأولى يعنى بشئون الحكم، واستبقى منتينيا وغيره من العلماء في بلاطه وأخلص لهم. وقد حارب في فورنوفو Fornovo بشجاعة تعدو حدود الحكمة، ثم أرسل إلى شارل الثامن معظم المغانم التي استولى عليها في خيمة الملك بعد فراره؛ ولسنا نعلم أكان الباعث على هذا هو الشهامة والمروءة أم التبصر وحسن التدبر. وقد أطلق العنان لشهواته الجنسية كما هي عادة الجنود، وبدأت خيانته لزوجته أثناء الوضع الأول. وبعد سبع سنين من زواجه سمح لعشيقته تيودورا أن تظهر في حفل برجاس في بريشيا بثياب لا تكاد تفترق عن الثياب الملكية، وكان هو فيه من بين اللاعبين. وربما كانت إزبلا ملومة بعض اللوم من هذه الناحية: فقد اعتراها بعض السمن، وشرعت تقوم بزيارات طويلة إلى فيرارا، وأربينو، وميلان؛ ولكن أياً كان حظها من اللوم فإن المركيز لم يكن ممن يطيقون الاقتصار على زوجة واحدة. وصبرت إزبلا على مغامراته صبر الكرام، ولم يعرها الالتفات جهرة، وظلت زوجة وفية، تسدى إلى زوجها النصح السديد في السياسة، وتسعى لتحقيق مصالحه بفضل ما أوتيت من حذق دبلوماسي ومن فتنة. ولكنها كتبت إليه في عام ١٥٠٦ - وكان وقتئذ يتولى قيادة جنود البابا- كلمات قليلة أشعرته فيها بما تحسه من أذى، قالت:"لست في حاجة إلى من يجعلني أقسم بأنك يا صاحب العظمة قد قل حبك لي في الأيام الأخيرة. على أنه لما كان هذا من الموضوعات غير المحببة فإني لن … أقول أكثر من هذا"(٧). وكان من بواعث اهتمامها بالفن، والأدب، والصداقة أنها تحاول بذلك نسيان الفراغ المرير الذي تعانيه في حياتها الزوجية.
وليس في كل ما تتكشف عنه النهضة من متع كثيرة ما هو أجمل من روابط الود والحنان التي كانت تربط إزبلا، وبيتريس، وإلزبتا جندساجا