للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويبدو أنه كان هو دون غيره من أهل هذه المدينة يظن أنه سيكون من بين المخلدين. ويلوح أنه درس النقوش المحفورة التي نقلها ميركنتونيو رايمندي Mercantonio Raimondi عن رفائيل، وأكبر الظن أنه شاهد أيضاً أعمال ليوناردو إن لم تكن في أصولها فلا أقل من أن تكون في نسخ منقولة عنها. وقد دخلت هذه المؤثرات كلها في أسلوبه الفردي الكامل في فرديته وكان لها طابعها فيه.

وإن تسلسل موضوعاته وتتابعها ليقابل ضعف العقيدة الدينية بين الطبقات المتعلمة في إيطاليا في الربع الأول من القرن السادس عشر، ونشأة الموضوعات الدنيوية فيه ووجود المناصرين له من غير رجال الدين، فقد كانت أعماله الأولى، ما كان منها يرسم للأفراد المشترين وما كان يرسم للكنيسة وهو الجزء الأكبر منها، كانت هذه الأعمال تروي قصة المسيحية، فمنها صورة عبادة المجوس، وفيها يبدو وجه العذراء جميلا شبيها بوجه صغار البنات الذي احتفظ به كريجيو فيما بعد للشخصيات غير ذات شأن في صوره، ومنها صورة الأسرة المقدسة، وعذراء القديس فرانس التي ظلت العذراء فيها محتفظة بملامحها التقليدية، لاستراحة بعد العودة من مصر التي تمتاز بالتجديد والابتكار في التأليف، والتلوين، والخصائص، وصورة لا دسنجريلا La Zingarella حيث رسمت العذراء وهي منحنية في حنان حول طفلها، بكل ما استطاعه كريجيو من رشاقة، وصورة العذراء تعبد الطفل التي جعل فيها الطفل مصدراً يشع منه الضوء الذي ينير المنظر كله.

وقد جاء تحوله إلى النزعة الوثنية نتيجة عمل غريب كلف به. ذلك أن جيوفنا دا بياتشندسا رئيسة دير سان باولو في باروما عهدت إليه تزيين