للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإلزبتا إلى البندقية حيث قدم لهما مجلس الشيوخ ما يحتاجانه من الحماية ومطالب الحياة غير عابئ ببورجيا. وبعد أشهر قليلة من ذلك الوقت مرض بورجيا ووالده إسكندر السادس بالملاريا الحاجة وهما في روما، ومات البابا، وشفي سيزاري ولكن موارده المالية نضبت. وثار أهل أربينو على الحامية التي وضعها في المدينة، وأخرجوها منها ورضوا بعودة جيدوبلدو وإلزبتا وأظهروا ابتهاجهم بهذه العودة (١٥٠٣). ونادى الدوق بفرانتشيسكو ماريا دلا رفيري Francesco Maria della Rovere ابن أخيه ولياً لعهده، وإذ كان فرانتشيسكو هذا ابن أخت البابا يوليوس الثاني أيضاً فقد ظلت الإمارة الصغيرة آمنة مدى عشر سنين.

وأضحى بلاط أربينو في الخمس السنين التالية لهذه الحوادث (١٥٠٤ - ١٥٠٨) نموذج الثقافة الإيطالية ودرة تاجها. وكان جيدوبلدو مولعاً بالآداب القديمة، ولكنه كان يشجع استعمال اللغة الإيطالية في الأدب؛ وفي بلاطه مثلت لأول مرة مسلاة من أولى المسالي الإيطالية وهي مسلاة كالندرا Calandran تأليف ببيينا Bibbiena ( حوالي ١٥٠٥) وأخذ المثالون والمصورون ينحتون ويرسمون المناظر اللازمة لهذا التمثيل، وجلس النظارة على الطنافس، وأطربتهم فرقة موسيقية مختفية وراء المسرح، وأنشد الأطفال مقدمة للمسرحية، وتخلل الرقص فصولها، وفي آخرها أنشد غلام يمثل إله الحب بعض الأشعار، وعزفت أغنية على الكمان الكبير دون أن تصحبها ألفاظ، وأنشدت للحب أغنية رباعية (من أربعة أشخاص). ذلك أن بلاط أربينو، وإن كان أكثر بلاط الأمراء مراعاة للأخلاق، كان أيضاً مركز الحركة التي رفعت مقام المرأة عالياً، وكان يحب أن يتحدث عن الحب أفلاطونياً كان أو غير أفلاطوني. وكانت زعيمة الحياة الثقافية في البلاط هي إلزبتا التي لم يكن لها بديل من الحب العذري ومعها إيميليا بيو Emilia Pio التي ظلت إلى آخر أيامها أرملة عفيفة حزينة بعد موت زوجها أخي جيدوبلدو. وأضاف بمبو