للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رفات ليفى المزعومة في يدوا أرسل بكاديلي Beccadelli إلى البندقية ليبتاع له أحد عظامه، واستقبله بالرهبة والخشوع الخليقين بأن يستقبل بهما المواطن الصالح من أهل نابلي جريان دم القديس جانواريوس Jaunarius. ولما أن أخذ مانتي يلقي أمامه خطباً باللغة اللاتينية أفتتن ألفنسو بأسلوب العالم الفلورنسي وعباراته الاصطلاحية افتتان جعله يسمح ببقاء ذبابة على أنفه الملكي حتى فرغ الخطيب من خطبته (١). وترك للكتاب الإنسانيين في بلده مطلق الحرية في أن يقولوا ما يشاءون وإن بلغت أقوالهم حد الإلحاد والأدب المكشوف، وحماهم من محكمة التفتيش.

وكان أعجي العلماء في بلاط ألفنسو هو لورندسو فلا، وقد ولد لورتدسو هذا في روما (١٤٠٧)، ودرس الآداب القديمة مع ليوناردو بروني، وأولع بالغة اللاتينية ولعاً وصل إلى درجة الغضب، حتى كان من بين حملاته حملة يريد بها القضاء على اللغة الإيطالية بوصفها لغة أدبية وإحياء اللغة اللاتينية الفصحى حياة جديدة. وبينا كان يعلم اللغة اللاتينية والبيان في بافيا هجا بارتولوس المشترع الذائع الصيت هجواً شديداً لاذعاً سخر فيه من لغته اللاتينية المتكلفة، وقال إن أحداً لا يستطيع فهم القانون الروماني إلا إذا كان متمكناً من اللغة اللاتينية ومن التاريخ الروماني. ودافع طلبة القانون في الجامعة عن بارتولوس، وانحاز طلبة الآداب إلى فلا؛ وتطور الجدل فأصبح شغباً، وطلب إلى فلا أن يغادر المدينة. وكتب فيما بعد مذكرات عن العهد الجديد، استخدم فيها مقدرته اللغوية وعنفه في الهجوم على ترجمة جيروم اللاتينية للكتاب المقدس، وكشف عن أغلاط كثيرة في هذا المجهود الضخم الجليل. وأثنى إرزمس فيما بعد على نقد فلا هذا ولخصه واستعان به. وبسط فلا في رسالة أخرى سماها اللغة اللاتينية الرشيقة البليغة النقية، وسخر من لاتينية العصور الوسطى، وعرض في مرح