من فلورنس، وضربا المثل في الفن بالتابوت الرائع الذي نحتاه للكردينال رينلدو براننكتشي Rinaldo Branc-acci في كنيسة سان أنجلو أنيلو San Angelo a Nilo. وأمر ألفنسو الأفخم أن يقام مدخل جديد (١٤٤٣ - ١٤٧٠) للقصر الجديد Castel Nuovo الذي بدأه شارل الأول صاحب أنجو (١٢٨٣)؛ وكان فراننشيسكو لورانا هو الذي وضع تصميم هذا القصر، كما أن بيترو دي مارتينو، وجوليانو دا مايانا في أغلب الظن هما اللذان حفرا النقوش الجميلة التي تمثل أعمال الملك العظيمة في الحرب والسلم. ولا تزال كنيسة سانتا كيارا Santa Chiara، التي بنيت لروبرت الحكيم Robert the Wise (١٣١٠) تضم النصب القوطي الجميل الذي أقامه الأخوان جيوفني وباتشي دا فريندسى Pace da Frenze في عام ١٣٤٣ بعد موت الملك بزمن قليل. وأنشئ لكاتدرائية سان جنارو San Gennaro (١٢٧٢) جزء داخلي قوطي جديد في القرن الخامس عشر؛ وهنا في الكابلادل تزورو يجري دم القديس جاتوريوس راعي نابلي وحاميها، ثلاث مرات في العام، مؤكداً رخاء المدينة التي أرهقتها أعمال التجارة، وأثقلها عبء القرون، ولكنها تجد سلواها في الإيمان والحب.
وظلت صقلية بمعزل عن النهضة. نعم إنها أنجبت عدداً قليلاً من العلماء، وقليلاً من المصورين أمثال أنطونيلو دا مسينا، ولكنهم هاجروا منها ليجدوا في أرض شبه الجزيرة فرصاً أوسع مما يتاح لهم منها في موطنهم الأصلي. وكان في بالرم، ومنتريال، وتشيفالو Cefalu فن عظيم، ولكنه لم يكن إلا بقية من أيام بيزنطية، أو الإسلام، أو النورمان. ذلك أن أمراء الإقطاع ملاك الأرض كانوا يؤثرون القرن الحادي عشر على الخامس عشر، ويحتقرون الآداب أو يجهلونها كما كان يفعل الفرسان. وكان الشعب الذي يحكمونه أفقر من أن يعبر عن نفسه تعبيراً ثقافياً يزيد