بيترو وجيرولامو بأنهما من أولاده (٤٤)، ووصفهما آخرون مثل إنفيسورا Infessura بأنه كان يعشقهما، ولم يترددوا في أن يتهموا البابا "باللواط"(٤٥)(١). على إن الصورة التي لدينا للبابا سيئة دون حاجة إلى هذه التهم التي لا يقبلها العقل ولا تجد لها ما يؤيدها. فقد كان سكستس يمول حروبه ببيع المناصب الكهنوتية لمن يؤدي عنها أغلى الأثمان، بعد أن استنفذ على أبناء اخوته كل ما خلفه بولس الثاني من الأموال الطائلة. ويروى عنه سفير بندقي معاد له قوله إن "البابا لا يحتاج إلاّ إلى قلم وحبر لينال كل ما يرغب فيه"٤٧). ولكن هذا القول يصدق بهذا القدر نفسه على معظم الحكومات الحديثة، التي لا تختلف قراطيسها ذات الربح في كثير من الأحوال عن الوظائف الدينية ذات المرتب الضخم والعمل القليل التي كان البابوات يبيعونها بالمال. على أن سكستس لم يقنع بهذه الوسيلة. فقد احتكر لنفسه بيع الغلال في جميع الولايات البابوية؛ وكان يبيع أحسنها في خارج هذه الولايات، وأسوأها لشعبه، ويجني من وراء ذلك أرباحاً طائلة (٤٨). وكان قد تعلّم هذه الحيلة من حكام زمانه مثل فيرانتي صاحب نابلي، وفي ظننا أنه لم يطلب لنفسه أكثر مما كان يطلبه غيره من الأفراد المحتكرين لو كانوا في مكانه؛ ذلك أن من قوانين علم الاقتصاد غير المسطورة أن ثمن أية سلعة إنما يعتمد على غفلة المشتري. ولكن الفقراء تذمروا - وإنّا لنغفر لهم تذمرهم - لأنهم رأوا أن جوعهم يتخذ وسيلة لإشباع ترف آل رياريو. وخلّف سكستس وراءه رغم هذه وغيرها من الأساليب التي اتبعها لجمع المال، ديوناً يبلغ مجموعها ١٥٠. ٠٠٠ دوقة (٣. ٧٥٠. ٠٠٠؟ دولار).
(١) كتب استفانو إنفيسورا تاريخاً لروما في القرن الخامس عشر مستمداً من سجلات الأسر ومن ملاحظاته الخاصة. وكان استفانو هذا جمهورياً متحمساً، يرى أن البابوات حكام مستبدون؛ وكان فوق ذلك من أشياع آل كولنا؛ ولهذا كله فإنّا لا نستطيع أن نثق به حين يروي تفاصيل قصص عن آثام البابوات لا نجد ما يؤيدها في مصادر أخرى.