ستة وعشرين وحصل بذلك على ٦٢. ٤٠٠ دوقة؛ ثم رفع عدد حاملي الأختام، وكان واجبهم الثقيل هو مهر القرارات البابوية بخاتم من الرصاص، إلى اثنين وخمسين، وجنى من ذلك ٢٥٠٠ دوقة من كل واحد عينه في المنصب الجديد. ولقد كان يسع الإنسان ألاّ يرى في هذه الأعمال ما هو أسوأ من ضريبة تؤدي نظير تأمين على منصب لولا أن من أدوا هذا المال لم يكونوا يعوضون أنفسهم عمّا أدوه بمرتبهم الضخم فحسب بل بابتزاز المال بأسفل الطرق في مناصبهم. من ذلك أن اثنين من أمناء البابا أقرّا بأنهما زورا في عامين أكثر من خمسين مرسوماً بابوياً أحلاّ فيها بعضهم من الفروض الدينية؛ وغضب البابا من هذا العمل فأمر بشنق الرجلين وإحراق جثتيهما لأنهما تجاوزا في السرقة الحد الذي يجيز منصباهما (١٤٨٩)(٥٢). وبدا أن كل شيء في روما يمكن شراؤه، من الإعفاء من الأحكام القضائية إلى مقام البابوية نفسه (٥٣). ويحدثنا أنفيسورا الذي لا يوثق بكثير من أقواله أن رجلاً ضاجع ابنتيه ثم قتلهما قد عفا عنه بعد أداء ثمانمائة دوقة (٥٤). ولمّا سئل الكردنال بورجيا عن السبب في عدم إقامة الحد، أجاب كما تقول الرواية:"إن الله لا يريد أن يموت الآثم، بل يريد أن يعيش ويؤدي الثمن"(٥٥). وكان فرانتشيسكو تشيبو Franceschetto Cibo وغدا مجرداً من الذمة والضمير، وكان يشق طريقه إلى بيوت الأهلين "لأغراض دنيئة"؛ ويحرص على أن يستولي على قدر كبير من الغرامات التي تحصلها المحاكم الكنسية في روما، لينفقه في الميسر. وقد خسر في إحدى الليالي ١٤. ٠٠٠ دوقة (٣٥٠. ٠٠٠؟ دولار) كسبها منه الكردنال رفائيلي رياريو Raffaelle Riario، ثم شكا إلى البابا بأنه خدع في اللعب، وحاول إنوسنت أن يسترد له المال، ولكن الكردنال أقر بأنه أنفقه على البلاتسا دلا كنتشيليربا Palazza della Cancelleria الذي كان يشيّده.