وقال يوماً لسفري فيرارً:"إن روما مدينة حرة يستطيع كل إنسان فيها أن يقول أو يكتب ما يشاء. وهو يقولون عني كثيراً مما يسوءني ولكنني لا أبالي يما يقولون"(١٨).
وكان تصريفه شئون الكنيسة في السنين الأولى من ولايته تصريفاً يشهد له بالقدرة والكفاية إلى حد غير مألوف. ومن الأدلة على ذلك أن إنوسنت السابع ترك الخزانة مدينة، "في حاجة إلى كل ما وهب الإسكندر من مقدرة لإصلاح حال المالية البابوية، وتطلبت منه موازنة الميزانية سنتين كاملتين"(١٨).
وقد تذرع إلى ذلك بإنقاص عدد موظفي الفاتيكان، وتخفيض النفقات، ولكن السجلات كان يعتني بحفظها وتدوينها، وكانت مرتبات الموظفين تؤدى في أوقاتها (١٩). وكان الإسكندر يواظب على إقامة المراسم الدينية الشاقة التي يستلزمها منصبه بأمانة، ولكنه كان يملها ملل الرجل الكثير المشاغل. وكان رئيس تشريفاته رجلاً ألمانياً يدعى جوهان بركهارد Hojann Burchard، عمل على تخليد شهرة مولاه وسوء سمعته بأن دوّن في يومياته كل ما شاهده تقريباً بما في ذلك الكثير مما كان الإسكندر يود ألاّ يطلع عليه الناس. وقد وفى الإسكندر للكرادلة بما وعدهم به في المجمع المقدس، بل إنه كان أكثر سخاء لمن كانوا أطول الناس مقاومة له أمثال الكردنال ده ميديتشي، وعين بعد سنة من توليته أثني عشر كردنالاً جديداً وزيادة على الكرادلة الأصليين. ومن هؤلاء من كانوا ذوي مقدرة وكفاية حقة، ومنهم من عينوا استجابة لرغبة بعض السلطات السياسية التي كان من الحكمة استرضاؤها؛ وكان اثنان منهم صغيري السن إلى حد يدعو للقيل والقال، وهما إبوليتو دست ولم يكن يتجاوز الخامسة عشرة وسيزاري بورجيا وكان في الثامنة عشرة؛ ومنهم ألسندو فرنيزي الذي كان مديناً بمنصبه إلى أخته جويليا فرنيزي وهي في اعتقاد الكثيرين