وكانت روما قد غفرت للبابا علاقته بفانتسا الساذجة، ولكنها دهشت لعلاقته بجويليا التي تنقلت من عشيق إلى عشيق. واشتهرت جويليا فرنيزي Gullia Farnese بجمالها الرائع وخاصة بشعرها الذهبي؛ فإذا أرسلته ووصل إلى قدميها كان له منظر يلهب دم رجال أقل توقداً من الإسكندر. وكان أصدقاؤها يلقبونها "الجميلة La Belle". ويصفها سانودو Sanudo بأنها "محبوبة البابا، وأنها فتاة رائعة الجمال، قوية الإدراك، رحيمة، ظريفة (٣١). ووصفها إنفيسورا في عام ١٤٩٣ فقال إنها شهدت مأدبة زواج لكريدسيا في الفاتيكان، وسماها "محظية الإسكندر؛ وأطلق ماتارتسو المؤرخ البيرولوجي هذا اللقب ذاته على جويليا ولكنه في أغلب الظن كان ينقل عن إنفيسورا، وسماها أحد الظرفاء الفلورنسيين في عام ١٤٩٤ "عروس المسيح Sposa di Cristo" وتلك عبارة لا تطلق عادة إلاّ على الكنيسة (٣٢). وقد حاول بعض العلماء أن يطهروا اسم جويليا بحجة أن لكريدسيا التي دل البحث عن نقاء سريرتها - ظلت صديقتها إلى آخر أيامها، وأن أرسينو أرسيني Orsino Orsini زوج جويليا بنى معبداً تكريماً لذكراها الشريفة (٣٣). وولدت جويليا في عام ١٤٩٢ ابنة سميت لورا Laura، قيدت رسمياً منسوبة إلى أرسيني، ولكن الكردنال ألسندرو فارنيزي اعترف بأن الطفلة ابنة الإسكندر نفسه (٣٤)(١). وينسب إلى البابا أيضاً ابن غامض خفي ولد له من امرأة أخرى حوالي عام ١٤٩٨ ويعرف في يومية بركهار باسم الطفل رومانوس Infans Romanus، (٣٥) . وليست نسبته إلى البابا مؤكدة، ولكن زيادة واحد أو نقصه في عدد أولئك الأبناء أمر غير ذي بال.
وليس ثمة شك في أن الإسكندر هذا كان رجلاً شهوانياً حار الدم
(١) يرى باستور في الجزء الخامس هامش ص (٤١٧) أن هذا دليل قاطع على إثم الإسكندر، ولكن المغتابين المعادين للبابا قد سوءوا سمعته تسويئاً يجعل المشفقين عليه لا يتسرعون في الحكم على أخلاقه استناداً إلى هذا الدليل.