للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حررت نفسها ونعمت في حياتها بالفراغ (١).

وتصف الرواية الهندوسية والد بوذا- شُدْ ذُوذانا- بأنه رجل غمس نفسه في الحياة، وهو من أبناء عشيرة "جواتاما" التي تنتسب إلى قبيلة "شاكيا" المُدِلَّة بنفسها؛ كان أميراً أو ملكاً على "كابيلافاستو" عند سفح الهمالايا (٢٥)؛ ولكننا في حقيقة الأمر لا نعرف شيئاً عن بوذا معرفة اليقين؛ فلو رأيتنا قد قصصنا عليك هاهنا القصص التي تجمعت حول اسمه، فليس ذلك لأنها تاريخ نريد إثباته، ولكننا نرويها لأنها جزء ضروري من الأدب الهندي والديانة الآسيوية، ويحدد العلماء مولد بوذا بعام يقرب من سنة ٥٦٣ ق. م. ثم لا يستطيعون أن يضيفوا إلى ذلك شيئاً، فتتناول الأساطير بقية قصته، وتكشف لنا عن الغرائب التي قد تحدث حين تحمل الأمهات بأعلام الرجال، فيذكر لنا سفر من أسفار "جاتاكا" (٢). أنه في ذلك الوقت:

"في مدينة كابيلافاستو" أعلن عن الاحتفال بالبدر؛ وبدأت الملكة "مايا" قبل موعد البدر بسبعة أيام تقيم حفلاتها بالعيد دون أن تقدم فيها المسكرات، مكتفية بما أغرقت به ولائمها من أكاليل الزهور والعطور؛ وفي اليوم السابع- يوم اكتمال البدر- استيقظت مبكرة واستحمت في ماء عبق بالعطر،


(١) لاحظ كثيرون أن هذه الفترة تميزت بكثرة الأنجم اللوامع في تاريخ العبقرية؛ فـ "ماهافيرا" و "بوذا" في الهند؛ و "لاوتس" و "كونفوشيوس" في الصين؛ و "آراميا" و "إشعيا الثاني" في الأمة اليهودية؛ وفلاسفة ما قبل سقراط في اليونان؛ وربما كان ذلك أيضا عهد "زرادشت" في فارس؛ ومثل هذا التعاصر في النبوغ يدل على تبادل المؤثرات بين هذه الثقافات القديمة بدرجة أكبر مما يمكننا أن نتعقبه اليوم على سبيل التحديد.
(٢) وهي قصص عن ولادة "بوذا" كتبت حول القرن الخامس الميلادي وهنالك كذلك أسطورة أخزي عنوانها "لا ليتا فستارا" التي ترجمها إلى الإنجليزية سير إدون أرنلد بعنوان "ضوء آسيا".