للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فان أورلي Bernaert van Orley، الذي تتلمذ على رفائيل في روما، على نقل هذه الرسوم على الحرير والصوف. وتمت سبع من هذه الطنافس في فترة قصيرة لا تتجاوز ثلاث سنين، وتم صنع العشر كلها قبل عام ١٥٢٠؛ وفي السادس والعشرين من ديسمبر عام ١٥١٩ علقت سبع منها على جدران سستيني ودعي لمشاهدتها الصفوة المختارة من أهل روما. وذهل الحاضرون من جمالها وروعتها، فقال باريس ده جراسيس Paris de Grassis في يومياته: "وذهل كل من في الكنيسة حين وقعت أعينهم على هذه الستر، وأجمعوا كلهم بلا استثناء على ا، هـ ليس في العالم كله ما هو أجمل منها" (٧٧). وقد أنفق على كل واحدة منها ألفا دوقة (٢٥. ٠٠٠؟ دولار)، وكانت نفقاتها جميعاً من أسباب إقفار خزائن ليو وإغرائه على بيع صكوك الغفران والمناصب الكنسية (١). وما من شك في أن ليو قد أحس وقتئذ بأنه التقى هو ورفائيل مع يوليوس وميكل أنجيلو في معركة فنية في كنيسة واحدة وأنهما قد انتصرا في هذه المعركة.

وإن ما يتصف به رفائيل من خصب في الإنتاج وهو في سن السابعة والثلاثين أعظم من خصب ميكل أنجيلو في سن التاسعة والثمانين - نقول إن ما يتصف به من خصب في هذه السن ليجعل من الصعب علينا أن ننصفه حين نصف روائع أعماله الفنية وصفاً موجزاً شاملاً، وذلك لأن كل عمل من أعماله تقريباً كان آية خليقة بأن تخلد. لقد رسم صوراً في الفسيفساء، والخشب، والجواهر، وعلى المدليات، والفخار، والآنية البرنزية،


(١) رهنت هذه الطنافس عند موت ليو ليخفف ثمنها من الضائقة المالية التي حلت بالبابوية؛ ثم أصابها تلف شديد في أثناء انتهاب روما، فمزقت إحداها إرباً، وبيعت اثنتان منها إلى القسطنطينية، ثم ردت كلها إلى معبد سستيني في عام ١٥٥٤؛ وصارت تعرض في كل عام في عيد الجسد الطاهر على العشب في ميدان القديس بطرس. وقد أمر لويس الرابع عشر أن ترسم لها صور بالزيت. اغتصبها الفرنسيون في عام ١٧٩٨، وأعيدت مرة ثانية إلى الفاتيكان في عام ١٨٠٨. وهي معروضة هناك الآن في قاعة خاصة بها تدعى ردهة الطنافس.