للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفرانتشيسكو بني هما اللذان صورا المناظر الملونة بعد أن خططها رفائيل، ثم أضاف إليها جيوفني دا أوديني أكاليل جذابة مغرية مثقلة بالأزهار والثمار. وهكذا نرى أن مدرسة رفائيل الفنية قد أصبحت منطقة انتقال لا يكاد يوجد أدنى شك في أن ثمارها النهائية ستكون صورة ما من وصر الجمال.

ولم تمتزج الوثنية والمسيحية امتزاجاً ممتعاً كامتزاجهما في صور رفائيل. فهذا الفتى ذو النزعة الدنيوية الذي كان يعيش كما يعيش الأمراء، ويحب كثيراً من النساء حباً عابراً مؤقتاً، والذي كان يعبث على السقف (إذا جاز هذا التعبير) بالذكور العراة والنساء العاريات، نقول إن هذا الفتى نفسه رسم في تلك السنين (١٥١٣ - ١٥٢٠) عدداً من أكثر الصور جاذبية في التاريخ كله. وكان رغم شهوانيته الظاهرة المكشوفة يعود دائماً إلى العذراء موضوعه الحبيب، فقد رسم لها خمسين صورة، يساعده فيها أحياناً أحد تلاميذه كما في صورة مادنا دل أمباناتا Madonna dell' Impannata ( العذراء المؤفخرة) (١)؛ ولكنه كان في معظم الأحيان يعمل في هذا الطراز من الصور بيده هو، وفي قلبه مسحة من تقى أمبريا Umbria القديم. وفي هذه السنة التي نتحدث عنها (١٥١٥) رسم عذراء سستيني لدير سان سستو San Sisto القائم في بياتشندسا (٢)، وهي في الواقع مجموعة من الأشكال في شكل هرم كامل يحتوي على صورة الشهيد القديس سكستس الطاعن في السن، والقديسة بربارا المتحاشمة المفرطة قليلاً في الجمال وفي


(١) التأفخر من الأفخارستيه وهو المذهب القائل إن المسيح يتجسد في العشاء الرباني من غير أن يصيبه تغير في الجوهر. (المترجم)
(٢) وقد اشتريت هذه الصورة في عام ١٧٥٣ لفردريك أغسطس الثاني ملك سكسونيا بمبلغ ٦٠. ٠٠٠ ثالر Thaler ( أي نحو ٤٥٠. ٠٠٠؟ دولار)، وظلت مائتي عام تقريباً أشهر كنوز معرض درسدن Dresden. وقد اغتصب الروس المنتصرون من ألمانيا هذه الصورة مع صورة "الليلة المقدسة" لكريجيو، وصورة فينوس لجيورجيوني ونحو ٩٢٠. ٠٠٠ تحفة فنية أخرى بعد الحرب العالمية الثانية (٨٥).