يفوقون غيرهم من الأسر في النفوذ والسلطان، وأنا مولع أشد الولع بهذه الأشياء" (٧٠).
ولكنه مع ذلك كان شغوفا بالتفوق يروض نفسه على تأليف الكتب العظيمة في فن الأدب. وقد كتب وهو في السادسة والعشرين من عمره تاريخ فلورنس Storia Fiorentina وهو من أعجب ثمار عصر نرى فيه العبقرية التي امتلأ إناؤها بتراثها المستعاد، ولكنها تحررت من التقاليد، تناسب حرة كاملة في عشرات المسايل، وقد اقتصر هذا الكتاب على جزء قصير من تاريخ فلورنس، وهو الجزء المحصور بين عامي ١٣٧٨ و ١٥٠٩، ولكّنه عالج هذه الفترة بدقة في التفاصيل، وبحث للمراجع ونقد لها، وتحلي نفاذ للعلل، ونضوج ونزاهة في الحكم، وقدرة على القصص الواضح في لغة إيطالية حلوة؛ لم يرق إلى شيء منها تاريخ فلورنس Storie Fiorentine الذي كتبه ميكيفلي بعد أحد عشر عاماً من ذلك الوقت في العقد السابع من حياته.
وأرسل جوتشارديني في عام ١٥١٢، وهو لا يزال شاباً في الثلاثين، سفيراً لفرديناند الكاثوليكي، ثم عينه ليو العاشر وكلمنت السابع في أوقات متعاقبة متلاحقة حاكما لرجيو إميليا، ومودينا، وبارما، ثم حاكما عاما على إقليم رومانيا كله، ثم قائداً عاماً لجميع الجيوش البابوية، وعاد إلى فلورنس في عام ١٥٣٤ وأيد السندروده ميديتشي طوال الخمس السنوات التي فرض فيها هذا الوعد سلطته الاستبدادية على المدينة. وكانت له اليد الطولى في إقامة كوزيمو الأصغر دوقاً على فلورنس، ولما ذهب ما كان يأمله من السيطرة على كوزيمو هذا انسحب إلى قصره الريفي ليكتب في عام واحد المجلدات العشرة التي يتألف منها أعظم كتبه على الإطلاق وهو تاريخ إيطاليا Storia d' Italia.