نابلي مأدبة عشاء لثلاثين ألفاً على ساحل الخليج. وكان أجمل من هذا وأفخم الحفل الذي أقامه أربينو لاستقبال الدوق جويلدو حين جاء من مانتوا بعروسه إلزبتا جندساجا: فقد اصطفت على سفح أحد التلال نساء المدينة في أبهى الحلل، واصطف أمامهن أطفالهن يحملون أغصان الزيتون؛ ومن ورائهم منشدون على ظهور الجياد في أشكال بديعة يرددون أغاني وضعت لهذه المناسبة خاصة، وقدمت سيدة جميلة تمثل إحدى الإلهات إلى الدوقة الجديدة ولاء أهل المدينة وعظيم حبهم (٤٨).
وكانت المرأة بعد الزواج تحتفظ عادة باسمها الخاص، فها هي ذي زوجة لورنسدو ظلت تسمى السيدة كلارتشي أرسيني Clarice Orsine، على أنه كان يحدث أحياناً أن تضيف الزوجة إلى اسمها اسم زوجها- مثل مارسا سلفياني ده ميديتشي Maria Salviati de Medici وكان ينتظر حسب نظرية الحب في العصور الوسطى أن ينشأ الحب بين الرجل وزوجته أثناء اشتراكهما خلال الزواج في الأفراح والأتراح، والرخاء والشدة، ويلوح أن هذا هو الذي كان يحدث في معظم الحالات. ولسنا نعرف حباً نشأ بين فتى وفتاة أعمق أو أصدق من الحب الذي نشأ بين فيكتوريا كولنا والمركيز بيسكارا Pescara وقد خطبت له وهي في الرابعة، كما لا نعرف إخلاصاً أعظم من إخلاص إلزبتا جندساجا التي صحبت زوجها المقعد في جميع ما أصابه من محن ونفي، وظلت وفية لذكراه حتى توفيت.
ومع هذا فإن الزنا كان واسع الانتشار (٤٩). وإذ كانت معظم الزيجات التي تعقد بين أفراد الطبقات العليا زيجات دبلوماسية تبتغي بها المصالح الاقتصادية أو السياسية، فقد كان كثيرون من الأزواج يرون أن من حقهم أن تكون للواحد منهم عشيقة؛ وكانت الزوجة في العادة تغمض عينيها عن هذه الإساءة أو تطبق شفتيها فلا تنطق بشيء مما تشعر به من أسى نتيجة لهذا التصرف. وكان رجال الطبقات الوسطى يدعون أن الزنا من