إلغاء قرار بورج التنظيمي The Praqmalie Sanction of Bourges. وكان هذا القرار المعقود في عام ١٤٣٨ قد أقام مجلساً عاماً له السلطة العليا على البابوات ومنح ملك فرنسا حق تعيين ذوي المناصب الكنسية الكبرى في فرنسا. ووافق فرانسس على إلغاء هذا القرار، بشرط أن يبقى للملك حق الترشيح لهذه المناصب؛ وقبل ليو هذا الشرط. وقد يبدو أن هذا كان هزيمة للبابا، ولكن ليو حين قبله إنما كان يجري على سنة جرى بها العمل في فرنسا من عدة قرون؛ وكان يفعله هذا يوفق دون قصد بين الكنيسة والدولة في فرنسا توفيقاً لا يُبقي للملكية الفرنسية أسباباً مالية لتأييد حركة الإصلاح الديني. ثم إنه بهذا العمل قد وضع حداً للنزاع الذي طال عليه الأمد بين فرنسا والبابوية على سلطة المجالس والبابوات وحدود هذه السلطة.
واختتم المؤتمر بأن طلب الزعماء الفرنسيون إلى ليو أن يغفر لهم أنهم شنوا الحرب على سلفه؛ ووجه إليه فرانسس بهذه المناسبة الخطاب قائلاً:"أيها الأب المقدس! ليس لك أن تعجب من أننا كنا أعداء ليوليوس الثاني فقد كان هو على الدوام أعدى أعدائنا، ولم نلق في أيامنا خصما أقوى منه، ذلك بأنه كان في واقع الأمر قائدا بارعا ممتازاً، ولو أنه كان قائداً للجند، لكان أعظم منه بابا"(١٢). وغفر ليو ذنوب أولئك التائبين الأشداء على بكرة أبيهم، وباركهم، وكادوا في آخر الاجتماع أن يقطعوا قدميه تقبيلاً (١٣).
وعاد فرانسس إلى فرنسا تعلو هامته هالة من المجد، واستسلم زمناً ما للعشق واللهو. ولما مات فرديناند الثاني (١٥١٦)، فكر ملك فرنسا مرة أخرى في غزو نابلي، ولعله أراد أن يتخذ هذا العمل وسيلة مجيدة للتخلص من زيادة السكان في فرنسا. ولكنه مع ذلك عقد معاهدة للصلح مع شارل الأول حفيد فرديناند الذي أصبح الآن ملكاً على أرغونة، وقشتالة، ونابلي، وصقلية. فلما مات مكسمليان (١٥١٩)، ورشح حفيده شارل ليخلفه على عرش الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ظن فرانسس