لم ير قط عذراء لا تنم معارفها عن مسحة شهوانية (٢٠). وكانت شهوانيته
هو عارمة فظيعة، ولكنها لم تكن تبدو لأصدقائه أكثر من نشاط تلقائي للحياة، وكان مئات من الناس يجدون فيه ما يدعو إلى حبه؛ وكان الأمراء والقساوسة يسرون من حديثه؛ ولم يؤت حظاً من التعليم، ولكن يبدو أنه كان يعرف كل إنسان وكل شيء. وكان إنساناً في حبه لجيوفني دلى باندي نيري، ولكترينا والطفلين اللذين ولدتهما له، ولبيرينا رتشيا Pierina Riccia الضعيفة، المسلولة، الرشيقة الخائنة.
وقصة رتشيا هذه أنها جاءت إلى بيته وهي زوجة لأمينه في الرابعة عشرة من عمرها. وكانت هي وزوجها يعشيان معه، وجعل نفسه أباً لها، وسرعان ما شعر نحوها بحب أبوي عارم ملك عليه قلبه. فأصلح أخلاقه ولم يحتفظ في داره من عشيقاته إلا بكترينا وإبنهما أدريا Adria. ثم حدث في الوقت الذي كان يتطلع إلى أن يكون رجلا محترماً، أن أتهمه نبيل من أهل البندقية، كان قد خدع زوجته، أمام المحكمة بالتجديف واللواط. فأنكر التهمتين. ولكنه لم يجرؤ على أن يعرض نقسه للفضائح والمحاكمة، لأن إدانته كان معناها الحكم عليه بالسجن مدة طويلة أو بالإعدام. ففر من بيته واختفى عدة أسابيع عند بعض أصدقائه. وأقنع هؤلاء المحكمة برفض الاتهام، وعاد أريتينو إلى بيته منتصراً، وحيته الجماهير المصطفة على جانبي القناة الكبرى. ولكن قلبه تحطم حين توسم في عيني بيرينا أنها تظنه مذنباً. ثم هجرت بيرينا وزوجها. فلما جاءته تطلب إليه أن يواسيها اتخذها عشيقة له: وأصابها السل وظلت ثلاثة عشر شهراً بين الحياة والموت، فعنى بتمريضها عناية الرجل الرحيم المشفق عليها، القلق على حياتها، حتى رد إليها الحياة. وبينما كان حبه وإخلاصه في ذروتهما هجرته واتخذت لها عشيقاً أصغر منه سناً، وحاول أن يقنع نفسه أن ذلك خير له، ولكن روحه تحطمت في ذلك اليوم، وأسرعت إليه الشيخوخة وغلبته على أمره.
وترهل جسمه، ولكنه ما فتئ يزدهي بقواه الجنسية، فكان يتردد على