للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البابوات ملوك فرنسا أثناء حرب مائة العام، ومن أجل ذلك تغاضت عن مطاعن ويكلف على البابوية؟ ورفض المنتخبون الألمان الذين كانوا يختارون الإمبراطور أي تدخل من جانب البابوات في المستقبل في اختيار الملوك والأباطرة. وفي عام ١٣٧٢ اتفق رؤساء الأديرة في كوموني وأعلنوا على الملأ أن "الكرسي الرسولي قد انحط إلى درجة من الاحتقار تجعل المذهب الكاثوليكي يبدو معرضاً لأشد الأخطار". وفي إيطاليا استولى على الولايات البابوية-لايتوم رامبريا، وولايات الحدود، ورومانيا-رؤساء جند مغامرون يظهرون الطاعة بالاسم للبابوات ولكنهم يحتفظون لأنفسهم بإيراد هذه الولايات كله. ولما بعث أريان الخامس مندوبين من قبله إلى ميلان ليعلنوا الفيسكنتي بقرار الحرمان، اضطرهما برنابو أن يأكلا هذا القرار-بما فيه من ورق وخيوط من الحرير وأختام من الرصاص (١٣٦٢). وعمدت فلورنس في عام ١٣٧٦ حين قام النزاع بينها وبين البابا جريجوري الحادي عشر إلى مصادرة كل ما للكنيسة من أملاك في أراضيها، وأغفلت محاكم الابروشيات وهدمت أبنية محاكم التفتيش وزجت من قاومها من القساوسة في السجن أو قتلهم شنقاً، وأهابت بإيطاليا أن تضع حداً لكل سلطان الكنيسة الزمني.

واتضح من ذلك الوقت أن بابوات افنيون أخذوا يخسرون أوربا كلها مقابل خضوعهم لفرنسا وإخلاصهم لها. فلما كان عام ١٣٧٧ أعاد جريجوري الحادي عشر البابوية إلى روما.

ولما مات جريجوري في عام ١٣٧٨ اختار مجمع الكرادلة وكانت أغلبيته الساحقة من الفرنسيين ولكنه كان يخشى غضبه عامة روما-٠اختار بابا إيطاليا هو اربان السادس وتبين أن اربان اسم على غير مسمى (١)؟ فقد كان حاد الطبع عنيفاً في تصرفاته مصراً على الإصلاحات التي لا يرتضيها


(١) معنى كلمة اربان هو المتحضر أو المهذب.