للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيما رووا، فلا شك أن هذه الأنباء العجيبة، "أنباء راجستان"، يجوز أن تكون ذات نزعة أسطورية تقرّبها من "موت أرثر" (١) أو "أنشودة رولان"، وفي رواية هؤلاء المؤرخين أن الفاتح المسلم علاء الدين لم يطلب شيتور لذاتها، بل سعياً للحصول على الأميرة "بودميني" (٢) - "وهذا لقب تلقب به من كانت فاتنة بجمالها فتنة ليس بعدها مزيد"- وقد عرض الرئيس المسلم أن يرفع الحصار عن شيتور إذا قبل القائم بالحكم فيها نيابة عن الملك أن يسلم له الأميرة، فلما رفض طلبه هذا، عاد علاء الدين فعرض أن ينسحب إذا أتيح له أن يرى "بودميني"، وأخيراً وافق على الرحيل إذا مكّن له من رؤية "بودميني" في مرآة، لكنهم أبوا عليه حتى هذا، وبدل أن يجيبوا له رجاءه تضافرت نساء شيتور وانضممن إلى صفوف الدفاع عن مدينتهن، فلما رأى أهل راجبوت زوجاتهم وبناتهم يمتن إلى جوارهم، لبثوا يقاتلون حتى فني آخر رجل من رجالهم، حتى إذا ما دخل علاء الدين المدينة، لم يجد داخل أبوابها أثراً واحداً من آثار الحياة البشرية، فقد مات رجالها جميعاً في ميدان القتال، وأحرق زوجاتهم أنفسهن مصطنعات تلك الطقوس المخيفة التي كانت تعرف عندهم باسم "جوهور" (٦٢).


(١) هاتان القصيدتان مشهورتان من نتاج العصور الوسطى في أوربا. (المعرب)
(٢) هذه القصة لم ترد إلا في المصادر الهندية، وإنه لمن الخطأ الادعاء بأن مثل هذا الباعث المنحرف كان من دوافع فتح بعض أقاليم الهند. (الإدارة الثقافية).