القصيدة. وهو فلاح نموذجي أمين ودود كريم يثق به الجميع كادح يخلص لزوجته وأطفاله وهو ابن بار للكنيسة دائماً. ورأى وليام في أحلام تالية نفس الرجل يبرز، على أنه المسيح المتجسد في صورة البشر، في صورة بطرس الرسول، في صورة بابا، ثم يختفي بانشقاق الكنيسة ومجيء المسيح الدجال. ويقول الشاعر، إن رجال الدين، لم يعودوا الخلف القادر على إنقاذ الأرواح، فقد فسد معظمهم، إذ يخدعون البسطاء، ويغفرون للأغنياء ويتقاضون ثمن غفرانهم ويتجرون في المقدسات، ويبيعون الجنة نفسها في مقابل فلس واحد. وما الذي يستطيع المسيح أن يفعله في هذه المحنة العامة؟ يقول وليام، عليه أن يعود مرة أخرى، ويتامى على كل الجماعات الحية المتداخلة على ضروب الفساد، ويبحث عن المسيح نفسه.
وفي قصيدة بترز الحراث نصيب من الهذو، أما مجازاتها الغامضة ففيها إملال، لكل قارئ يدرك أن الوضوح، مسئولية معنوية، يجب أن ينهض بها المؤلفون. وهي على ذلك قصيدة صادقة تنكل بالأشرار في غير تعصب، وتصور المشهد الإنساني تصويراً حقاً، وترفع بلسان العاطفة والجمال إلى ذروة لا تضارعها سوى حكايات كانتربري في الأدب الإنجليزي إبان القرن الرابع عشر، وكان تأثيرها عظيماً، حتى لقد أصبح بترز بالنسبة إلى ثوار إنجلترا، رمزاً للفلاح الجريء المستقيم، ولقد امتدحه جون بول لثوار اسكس عام ١٣٨١، وبعث اسمه، بعد ذلك بكثير في عصر الإصلاح عند نقد النظام الديني القديم والمطالبة بنظام جديد (٦٩). وختم الشاعر أحلامه بأن تحول منبترز الذي يمثل البابا، إلى بترز الفلاح مرة أخرى وهو يقول في الختام، إذا كنا جميعاً مثل بترز فلاحين بسطاء، نتبع المسيحية فذلك أعظم الثورات وآخرها، ولن يحتاج العالم إلى غيرها أبداً.
أما جون جور، فشاعر أقل من لا نجلد العجيب، خيالاً وأضعف شخصية. ذلك أنه كان من أصحاب الأراضي الأغنياء في كنت. فامتلأ