وأرسل إلى فيليب السادس إعلاناً رسمياً بأن إنجلترا ستشرع في الحرب بعد ثلاثة أيام.
وكان أول لقاء له أهميته في حرب المائة سنة، معركة بحرية في سلويز بعيداً عن الساحل الفلمنكي (١٣٤٠)، حطم فيها الأسطول الإنجليزي مائة زاثنتين وأربعين سفينة من المائة والاثنتين والسبعين التي تؤلف الأسطول الفرنسي ثم تركت في العام نفسه جان أميرة فالوا أخت فيليب وحماة إدوارد، ديرها في فونتنل، وألحت على الملك الفرنسي أن يوفدها رسول سلام. فتعرضت في طريقها إلى معسكر القادة الإنجليز لأخطار كثيرة، فوافقوها على عقد مؤتمر وأقنع توسطها البطولي الملكين بأن يعقدا هدنة لمدة تسعة أشهر. وساد السلام بفضل الجهود التي بذلها البابا كليمنت السادس إلى عام ١٣٤٦.
ولكن حرب الطبقات احتلت المسرح في فترة الصفاء هذه. وكان النساجون المنظمون في جنت يؤلفون أرستقراطية العمل في الأراضي الواطئة. ورفضوا الخضوع لأرتفيلد باعتباره طاغية قاسياً، ومبدداً للأموال العامة، وأداة طيعة في يد إنجلترا والبرجوازية. واقترح أرتفيلد أن تنادي فلاندرز بأمير ويلز حاكماً عليها فجاء إدوارد الثالث إلى سلويز تأكيداً للاتفاق. حتى إذا رجع أرتفيلد من سلويز إلى جنت وجد داره محاطة بجمهور ساخط ودافع عن حياته مؤكداً أنه وطني فلمنكي أصيل، ولكنه سحل وضرب إلى أن فاضت روحه (١٣٤٥). وأنشأ النساجون ديكتاتورية عمالية في جنت، وبعثوا مندوبين عنهم في أنحاء فلاندرز يدعون العمال للثورة. فاشتبك القصارون مع النساجين وأجلوهم عن الحكم وقتل كثير منهم، وضاق الشعب بالحكومة الجديدة وبسط لويس دي ميل، وكان قد أصبح كونت فلاندرز، سلطانه على جميع مدنها.
وما أن انتهت الهدنة، حتى غزا إدوارد الثالث نورمانديا واجتاحها. وفي السادس والعشرين من أغسطس عام ١٣٤٦، التقى الجيشان: الإنجليزي