قد نافسه في القرن الخامس عشر الحفر على الخشب وانتشار المدارس الموفقة في الرسم على الجدران واللوحات في فونتنبلو وأمين وبورجس، وتورومولان وافنيون وديجون إذا لم تتحدث عن أساتذة الفن الذين كانوا يعملون لدوق برجنديا. وأدخل بونيفيه وفان ايكس، طرز التصوير الفلمنكية إلى فرنسا، وكذلك عن طريق سيمون مارتيني وغيره من الإيطاليين في افنيون، وعن طريق الدولة الإنجيفية في نابلي عام (١٣٦٨ - ١٤٣٥). ولقد أثر الفن الإيطالي في الفرنسي، قبل أن تغزو الجيوش الفرنسية إيطاليا بزمن طويل. حتى إذا جاء عام ١٤٥٠، كان الفن الفرنسي، قد نهض على قدميه، وسجل انتسابه إلى هذا العصر بصورة الورع لفيلينوف وهي بلا توقيع، وتوجد الآن في اللوفر.
ويعد جان فوكيه، أول شخصية واضحة، في فن التصوير الفرنسي، ولقد ولد في تور عام (١٤١٦)، وتعلم سبع سنوات في إيطاليا (١٤٤٠ - ١٤٤٧)، وعاد إلى فرنسا، وهو متحيز للمهاد المعمارية الكلاسية التي أصبحت في القرن السابع عشر، هوساً، على يد نيكولاس بوسان وكلود لورين. ومهما يكن من شيء، فقد رسم صوراً متعددة لأشخاص وهي تكشف بقوة عن مقومات شخصياتهم: مثل جوفينال كبير أساقفة أورسان وحاكم فرنسا- وهو عبوس حازم، وليس ممعناً في التقوى إلى الحد الذي جعله غير صالح للحكم، وأتين شيفالييه وهو القائم على خزانة المملكة- رجل مهموم، منزعج من استحالة الحصول على المال بالسرعة، التي تنفقه بها الحكومة، وشارل السابع نفسه، بعد أن جعلت منه أنييه سورل رجلاً، وآنيته في اللحم الوردي، وتحول على يد فوكيه إلى عذراء هادئة سنية بعينين خفيفتين وصدر بارز وزوق جان لشفاييه، كتاب الصلوات، وبدد ملل إقامة بمناظر، نظرة، من وادي الوار. وتحتفظ رصيعة مطلية بالميناء في اللوفر، بصورة فوكيه كما رأى نفسه-