للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوعاً. ولم يكن العالم كله قاسياً. فقد أصدر لويس الحادي عشر، وهو يمر في أورليان، عفواً عاماً آخر. وأختير فيون أنه أصبح حراً، فرقص على حصير السجن الفاند انجو (١). واندفع إلى باريس أو قريباً منها ونظم إذ ذاك وهو عجوز أصلع مفلس في الثلاثين. أعظم قصائده، التي أسماها ببساطة "الأناشيد"، وأطلق أعقابه عليها، وقد ودجدوا الكثير منها يصاغ مرة أخرى في صورة وصايا تهكمية با"م "العهد الكبير" (١٤٦١ - ١٤٦٢).

وهو يهب نظارته إلى المستشفى للمكفوفين المعوزين حتى يميزوا "إن استطاعوا" الطيب من الخبيث والعظيم من الوضيع، بين العظام في مدافن الأبرياء. وسرعان ما استولت عليه إبان حياته فكرة الموت. فتفجع على زوال الجمال وتغنى بأنشودة جميلات الأمس:

قل لي أين، وفي أي أرض للظلال،

تقيم فلورا الجميلة من روما، وأين

تاييس وارشيبياد،

بنتا العم بجمالهما النادر

والصدى، وجماله الخارق

وهو الذي كلما ناداه المرء عند تدفق نهره

أو سار، أجاب من خارج الأرض؟

وماذا صار إليه جليد العام الماضي؟

وهو يرى خطيئة الطبيعة التي لا تغتفر، أن تفتننا بالمحبة ثم تذيبها بين أذرعنا. وأشد قصائد مرارة "مرثية الجميلة صانعة الخوذات":

أين ذلك الجبين الواضح البلوري؟

والحاجبان المقوسان والشعر الذهبي؟


(١) رقصة أسبانية بالصنج.