للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهنا ختام عهد فيون (الكبير والصغير معاً).

ختام عهد فيون المسكين .. فعندما يطويه الموت،

أناشدكم أن تحضروا جنازته،

عندما يصلصل الجرس فوق الرؤوس ..

أيها الأمير، الرقيق كصقر محول،

اسمع ما صنعه مع آخر زفراته،

لقد احتسى رشفة طويلة من رحيق النبيذ الأحمر،

عندما شعر باقتراب منيته.

وعلى الرغم من هذه الوصايا وتحيات الوداع، فإنه لا يستطيع أن يفرغ كأس الحياة متعجلاً. وفي عام ١٤٦٢ عاد إلى جويوم دي فيون وأروقة الدين، وابتهجت به أمه. ولكن القانون لم يغفل عنه. وطلبت كلية نافار أن يقبض عليه، ووافقت على إخلاء سبيله يشرط أن يدفع نصيبه من السرقة، منذ ست سنوات-أي أن يدفع أربعين كراون سنوياً لمدة ثلاث سنوات. وكان سيئ الطالع في ليلة إخلاء سبيله. لوجوده مع اثنين من رفاقه المجرمين القدامى، عندما دفعهم السكر إلى شغب طعن فيه أحد القساوسة. ويبدو أن فيون كان لا مؤاخذة عليه في هذا الأمر، فانسحب إلى غرفته، وصلى ينشد الطمأنينة، ومع ذلك فقد فبض عليه مرة أخرى، فعذب بصب الماء في حلقه حتى كاد ينفجر، ومما أدهشه أن يحكم عليه بالإعدام شنقاً. ولبث في سجن ضيق، أسابيع، بين اليأس والرجاء وتوقع الموت لنفسه ولصاحبيه فأنشأ وداعاً مؤثراً للعالم:

أيها الناس، أيها الاخوة الذين يعيشون بعدنا،

لا تجعلوا قلوبكم جد قاسية علينا،

فإنكم إن منحتمونا نحن المساكين بعض حسراتكم،

فإن الله سرعان ما يأخذ عنكم هذه الحسرات.