للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جريت أو جيرار) جروت الدفنتري، قدراً صالحاً من العلم في كولوني وباريس وبراغ، ثم أمضى فترة طويلة في صحبة "ديزبرويك" في جروبندايل، وكان أثره فيه عظيماً جعله يرى أن حب الله هو الغاية في حياته. وبعد رسم شماساً (١٣٧٩) بدأ يلقي عظاته في مدن هولندة، باللهجة العامية، إلى جماهير ضاقت بهم الكنائس المحلية وكان الناس يتركون أعمالهم وطعامهم ليستمعوا إليه. وكان أرثوذكسي المذهب في تزمت، ويعد نفسه "مطرقة على رؤوس الهراطقة" فهاجم على الرغم من ذلك التحلل الأخلاقي الذي غلب على رجال الدين والمدنيين على السواء وطالب بأن يلتزم المسيحيون بدقة أخلاقيات المسيح … فاتهم بالهرطقة، وسحب أسقف أترخت، حق حميع الشماسة في الوعظ، وأصدر أحد أنصار حروت وهو فلورس رد يوجمنزون Radewijnszoon، قاعدة شبه رهبانية-شبه شيوعية "لإخوان الحياة العامة" الذين عاشوا في أخوة مدينة ديفنتر وعلى رأسهم جروت، وهم الذين شغلوا أنفسهم بالوعظ-دون أن يحصلوا على مراسيم الرهبانية-وتقضي هذه القاعدة بأن يقوموا بالعمل اليدوي والتعليم والعبادات ونسخ المخطوطات … ومات جروت في الرابعة والأربعين من عمره (١٣٨٤) بالجدري، أصابته عدواه وهو يمرض صديقاً له، ولكن أنصاره مدوا سلطانهم عن طريق مائتي شعبة إخوان في هولندة وألمانيا. وجعلت مدارس هؤلاء الإخوان للآثار الكلاسية الوثنية، مكاناً بارزا في مقدراتها، فمهدت بذلك السبيل لمدارس اليسوعيين الذين واصلوا عمل مدارس الإخوان في الإصلاح الديني المعارض. ولقد رحب هؤلاء الإخوان بالطباعة بعد ظهورها مباشرة، واستعملوها في نشر "عبادتهم الحديثة" وكان اسكندر هيجويز في ديفنتر (١٤٧٥ - ١٤٩٨) مثالاً لا ينسى للطلاب المجددين في ذلك العصر فهو "المعلم القديس الذي يقف حياته على إرشاد تلاميذه وهدايتهم أخلاقياً فأصلح المقر الدراسي، وركزه حول