وأباح المدينة، ولم ينج من النهب بيت أو كنيسة، وانتزعت كؤوس القربان من أيدي القساوسة وهم يقومون بالصلاة، وأغرق جميع الأسرى الذين عجزوا عن دفع الدية الباهظة (١٤٦٨).
والعالم، وإن تردى، طويلاً في أعمال العنف، لا يستطيع أن يغتفر لشارل قسوته، وخروجه على تقاليد الإقطاع في حبس مليكه وإذلاله. فلما غزا جلدرلاند، وحصل على الألزاس، وتقدم بخطى إمبراطور ليتدخل في كولونيا ومحاصرة نيس Neuss. بادر جميع جيرانه إلى الوقوف بوجهه. وأسخط بيتر فان هاجنباك، الذي عينه والياً على الألزاس، الناس لفظاظته وجوره وقسوته، فشنقوه، وأعلن الاتحاد السويسري محاربة شارل إلى الموت (١٤٧٤) ذلك لأن التجار السويسريين كانوا من ضحايا بيتر، والذهب الفرنسي كان يوزع من الناحية العسكرية في سويسرا، والولايات السويسرية، كانت تحس بأن اتساع سلطان شارل خطر يهدد حريتها. فترك نيس، واتجه ناحية الجنوب، فغزا اللورين-موحداً لأول مرة طرفي دوقيته-وسير جيشه عبر جورا، إلى فود. وكان السويسريون أشجع الجنود في عصرهم، فهزموا شارل بالقرب من جرانسن Granson، ثم دحروه بالقرب من مورات (١٤٧٦) وهكذا اكتُسح البرجنديون، وبلغ الحزن بشارل أن أشرف على الجنون. فاغتنمت اللورين الفرصة ولانتقضت عليه، وأرسل السويسريون الرجال وبعث لويس الذهب لمعاونة الثورة. وألف شارل جيشاً جديداً، وحارب الحلفاء بالقرب من نانس، وهزم في المعركة ولقي الموت (١٤٧٧). وفي الغداء التهمت الغيلان قطعاً من لحمه العاري، ووجد غارقاً إلى النصف في مستنقع، ووجهه متجمد ملتصق بالجليد. وكان الأربعة والأربعين من عمره. وهكذا اندمجت برجنديا في فرنسا.