طالب فقير وكسب عيشه في الكنيسة، وكان أمله أن ينخرط في زمرة القساوسة، ومهما يكن من شىء، فقد انضم إلى طرائق الشباب البوهيمي جريا على سنة العصر، وهو ما أسمته باريس بعد ذلك ((بالبوهيمية)) المرحة للشباب الجامعي، وحصل عام ١٤٩٦ على إجازة أستاذ في الآداب، وبدأ يدرس في الجامعة، واختير عام ١٤٠١ عميداً لكلية الآداب - أو بعبارة أخرى عميدا للدراسات الإنسانية ورسم في ذلك العام قسيساً، وأصلح حياته حتى اقترب بها إلى زهد الرهبانية، وأصبح باعتباره رأس كنيسة بيت لحم، أشهر واعظ في براغ، وكان بين المستمعين إليه كثيرون من رجال البلاط، وقد نصبته الملكة صوفيا واعظاً لها. وأخذ يلقي عظاته باللغة التشيكية، وعلم رجال كنيسته أن يسهموا بنصيب إيجابي في الصلاة بترتيل الأناشيد الدينية. ولقد أكد الذين اتهموه فيما بعد أنه ردد في السنة الأولى من عمله الكهنوتي شكوك ويكليف حول اختفاء الخبز والنبيذ من العناصر المقدسة في العشاء الرباني. وليس من شك في أنه قرأ بعض مؤلفات ويكليف، ودون نسخاً منها لا تزال باقية بتعليقاته عليها، واعترف في محاكمته أنه قال ((إنني على ثقة من أن ويكليف سينجو، ولكن لو اعتقدت أنه سيعذب لتمنيت أن تكون روحي مع روحه)) ونالت آراء ويكليف عام ١٤٠٢ في جامعة براغ حظاً من الشهرة جعل القوامين على الإدارة الكهنوتية في الكاتدرائية يتقدمون إلى أساتذة الجامعة بخمسة وأربعين نصاً مختاراً من كتابات ويكليف متسائلين: هل تمنع الجامعة هذه الأقوال؟ - فأجاب عدد من الأساتذة بينهم هس بالنفي، ولكن الأغلبية حكمت أنه لا يجوز منذ ذلك الحين لأي عضو من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، أن يدافع أو ينتصر بصورة علنية أو سرية لقول من هذه الأقوال الخمسة والأربعين.
ولابد أن يكون هس قد تجاهل هذا التحريم، لأن رجال الدين في براغ التمسوا عام ١٤٠٨ من زبينك كبير الأساقفة أن يزجره، فاستجاب