الصناعة - ولما كان هؤلاء في الغالب مهاجرين من ألمانيا وفلاندر وإيطاليا فقد أضيفت خلافات عنصرية إلى الكيان الجنسي المعقد.
وانتهت بموت أندرو الثالث أسرة أرباد المالكة (٩٠٧ - ١٣٠١) فقسمت الحرب التي اندلعت في سبيل العرش الأمة أكثر مما هي عليه، ولم يعد السلام إلا عندما جعلت الطبقة العليا من النبلاء الملكية بالانتخاب، ووضعوا تاج القديس ستيفن على رأس شارلز روبرت أمير أنجو (١٣٠٨). فأحضر معه فكرات فرنسية من إقطاع وفروسية وفكرات إيطالية عن التجارة والصناعة فنهض بمناجم الذهب الهنغارية وشجع المشروعات وضرب السكة، وطهر القضاء ومنح الأمة إدارة مناسبة. وأصبحت هنغاريا في عهد شارلز وابنه لويس دولة غربية وذلك رغبة في الحصول على معاونة الغرب أمام الشرق المتكاثر.
وكتب فولتير ((لقد حكم لويس الأول هنغاريا حكماً سعيداً أربعين سنة (١٣٤٢ - ٨٢) وحكم بولندة اثنتي عشرة سنة (حكما غير موفق كذاك) ولقبه شعبه بالكبير، الذي يستحقه عن جدارة، ومع ذلك فإن هذا الأمير قلما يعرف في أوربا (الغربية) لأنه لم يحكم قوماً يستطيعون أن ينقلوا شهرته وفضائله إلى أمم أخرى. وما أقل الذين يعلمون أنه كان في القرن الرابع عشر، لويس الكبير في جبال الكربات)) .... ومزجت أخلاقه بين الثقافة المدنية ومشاعر الفروسية بالحمية والقدرة العسكريتين. ولقد انغمس في الحروب بين حين وآخر ليثأر لمقتل أخيه في نابلي وليستعد من البندقية الثغور الدلماشية التي اعتبرتها هنغاريا زمنا طويلا منافذها إلى البحر، وليضع حداً للتوسع العدواني وتركيا وذلك يجعل كرواتيا والبوسنة وبلغاريا الشمالية تحت سيطرة هنغاريا ونشر بالقدرة والمبدأ مثل الفروسية الأعلى بين النبلاء، ورفع مستوى الأخلاق والعادات بين شعبه. وحقق الفن القوطي الهنغاري في عهده وعهد أبيه أجمل آثاره،