عين صبيا إيطاليا في السابعة من عمره أساقفة هنغاريا فأرسل تجار مدينة فرارا، رداً على هذه الفكاهة، إلى كبير الأساقفة الجديد مجموعة من اللعب.
وتزوج ماتياس عام ١٤٧٦ بياتريس أميرة أرجون، ورحب في هنغاريا بالروح النابولية المرحة والأذواق الإيطالية المصقولة لحفيده الفونسو الهمام. وشجع الاتصال بين هنغاريا ونابولي تلك القرابة الأنجوية (١) بين الأسرتين المالكتين، ولقد تعلم في إيطاليا كثير من رجال الحاشية في بودا. وتشبه ماتياس نفسه بالحكام المستبدين لعصر النهضة الإيطالية، في نزعاته الثقافية إلى جانب اتجاهه الميكافلي في الحكم، وأرسل لورنزوده مدتشي نقشين بارزين من البرونز صنعها فيروكشيه وأوفد لودوفيكو ألمورو، ليوناردو دافنشي؛ ليصور العذراء وطفلها للملك الهنغاري مؤكداً للفنان أنه من القلائل الذين يستطيعون تقدير الصورة العظيمة. وقام فيليبينوليبي بعمل صورة أخرى للعذراء وطفلها وذلك لكورفينوس؛ وزين تلاميذه القصر الملكي في إذترجوم بالصور الجدارية؛ ووضع نحات إيطالي تمثالاً نصفياً لبياتريس؛ ولعل الصائغ المشهور، كارادوسو، وهو من مدينة ميلانو هو الذي صمم صورة المسيح على الصليب البارعة في أذترجوم؛ ونقش بينيدتو داميانو زخارف القصر في بودا؛ وشيد إيطاليون مختلفون هيكل الكنيسة الصغيرة على طراز عصر النهضة في القسم الداخلي من العاصمة.
واتبع النبلاء والمطارنة الملك، في رعاية الفنانين والعلماء، بل إن المدن المشهورة بالتعدين في داخل البلاد قد وجد فيها من الأغنياء من يرفعون من قدر الثروة، بالإنفاق على الفن، وشيدت دور جميلة مدنية ودينية لا في بودا وحدها ولكن في فيزجراد وتانا وأنترجوم وناجيفا وفاك أيضاً، وزين مئات