شخص إلى قدرة عظامه السحرية، وذلك في خلال خمسة عشر شهراً من وفاته. وراجت صناعة الدجالين، ولكن القانون بدأ يقاومهم. ففي عام ١٣٨٢ حكم على روجر كليرك، الذي ادعى علاج المرضى بالرقي، أن يسير في شوارع لندن راكباً وقد علقت المباول حول عنقه.
واعتقد معظم الأوربيين في السحر، أو بعبارة أخرى، في قوة بعض الأشخاص على التحكم في الأرواح الشريرة والحصول على معاونتها- لقد كانت القرون المظلمة متنورة نسبياً في هذه الناحية. ولقد أنكر القديسان بونيفاس واجوبارد الاعتقاد في السحر باعتباره ذنباً وعملا يوجب السخرية، وجعله شارلمان جريمة يعاقب مقترفها بالإعدام وكان يشنق كل شخص يتهم بصناعة السحر، وحرم البابا جريجوري السابع هلديبراند، على محكمة التفتيش، أن تحاكم السحرة على أنهم السبب في العواصف والطواعين ولكن تأكيداً الوعاظ لحقيقة جهنم ومكائد إبليس أذكى الاعتقاد الشعبي في وجود الشيطان وشره في كل مكان أو وجود أحد أعوانه، وكم من عقل مريض أو نفس يائسة اعتصمت بفكرة استحضار أمثال هذه الشياطين لمعاونتها. واتهم بالسحر أنواع شتى من الناس، يدخل فيهم البابا بونيفاس الثامن. ولقد شنق الرجل الأرستقراطي انجراند ده ماريني بتهمة السحر عام ١٣١٥، وأمر البابا جون الثاني والعشرون عام ١٣١٧ بقتل عدد من الأشخاص غير المعروفين، لأنهم دبروا اغتياله مستعينين بالشياطين. وأنكر جون مراراً الالتجاء إلى الشياطين وأمر باضطهاد من يقترفه، وفرض العقوبات عليه، ولكن الناس فسروا مراسيمه بأنها تؤيد اعتقادهم في وجود القوى الشيطانية وإمكان الانتفاع بها. وتضاعف الاتهام بالسحر بعد عام ١٣٢٠، وشنق كثير من المتهمين أو ألقي بهم في المحرقة. وساد في فرنسا الرأي القائل بأن شارل السادس قد أصيب بالجنون بوسائل سحرية، واستخدم ساحران لإعادة العقل إليه، فلما أخفقا جز رأساهما (١٣٩٧).