و١٣٤٧ و١٤٥١ وبخاصة البابا إنوسنت الثامن عام ١٤٨٤ - عملا في المحكمة التفتيش للتصرف مع السحرة باعتبارهم هراطقة منبوذين، تصيب جرائمهم ووسائلهم الثمرات والأرحام بالأذى، وقد تحول مزاعمهم جماعات بأسرها إلى الشيطنة واعتمد البابوات اعتماداً حرفياً على آية في سفر الخروج (الإصحاح ٢٢: الآية ١٨)"لن تترك ساحرة تعيش". ومع ذلك فإن المجالس الكنيسة فبل سنة ١٤٤٦ كانت تكتفي بالعقوبات المعتدلة إلا إذا كان المذنب السابق عنه قد عاد إلى سابق إجرامه. ولقد أحرقت محكمة التفتيش عام ١٤٤٦، عددا من السحرة في هيلدلبرج، وأحرقت عام ١٤٦٠ أثنى عشر رجلا وامرأة في أراس، وأطلق عليهم الفودوا كما أطلق على الهراطقة ( waldenses) وقام السحرة في فرنسا برحلة عبر الأطلنطي حتى أطلقت كلمة فودوويزم voodooism على سحر الزنوج في المستعمرات الفرنسية في أمريكا. وفزع جاكوب سبرنجر قاضي محكمة التفتيش الدومينيكي فزعاً شديداً من انتشار السحر فأصدر عام ١٤٨٧ دليلا رسميا لمطاردة السحرة عنوانه:"مطرقة السحرة". وقدم مكسميليان الأول وكان إذ ذاك ملك الرومان لهذا الدليل برسالة تقريظ قال فيها أعظم أثر هائل ضد الخرافة أنتجه العالم. وقال سبرنجر إن هؤلاء النسوة الشريرات بتقليب خميرة شيطانية في قدر أو بوسائل أخرى، يستطعن إحضار أسراب من الجراد والديدان لتلتهم محصولا كاملا، وهن يستطعن أن يصبن الرجال بالعقم ويجعلن النساء عقيمات، ويغضن لبن المرضع أو يجهضن الحامل، ويستطعن بنظرة واحدة فقط أن يجلبن الحب أو الكراهية، المرض أو الوفاة. ويخطف بعضهن الأطفال ويشوينهم ويأكلونهم. ويستطعن رؤية الأشياء عن بعد ويتنبأن بالجو، وفي إمكانهن أن يحولن أنفسهن أو غيرهن إلى حيوانات، وختم بحثه بقوله إن ذلك لأن النساء أخف رؤوسا وأكثر