للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولقد خلص ويليام ميرل علم الرصيد الجوي من علم الفلك بتسجيل الطقس خلال ٢٥٥٦ يوماً. واكتشف راصدون وملاحون مجهولون خلال القرن الخامس عشر انحراف الإبرة المغناطيسية: فهي لا تشير إلى الشمال تماماً بل تميل نحو الزوال الفلكي بزاوية صغيرة وإن كانت مهمة وهي كما لاحظ كولمبس تختلف من مكان إلى مكان. وأعظم شخصية بين علماء الرياضيات والفلك في هذا العهد جوهان مولر المعروف في لتاريخ باسم زجيو مونتاس منذ مولده عام ١٤٣٩ قرب كنيجربرج في فرانكونيا السفلى. وقد التحق في الرابعة عشر بجامعة فيينا حيث كان جورج فون بورباخ يقدم الإنسانيات وآخر ما وصل إليه الإيطاليون في الرياضة والفلك وكلا الرجلين بلغ سن النضوج مبكراً ومات في سن غضة: فقد مات بورباخ في الثامنة والثلاثين ومولر في الأربعين. وصمم مولر على أن يتعلم اليونانية لكي يقرأ كتاب: "المجسطي" في الفلك لبطليموس بلغته الأصلية فذهب إلى إيطاليا ودرس اليونانية على يد جوارينو دي فيرونا والتهم كل النصوص التي وقعت في يده سواء كانت باليونانية أو باللاتينية عن الفلك والرياضيات ثم عاد إلى فيينا وهناك قام بتدريس هذه العلوم بنجاح حتى لقد استدعاه ماتياس كورفينوس إلى بودا ثم انطلق إلى نورمبرج حيث بنى له أحد أغنياء الطبقة المتوسطة أول مرصد أوربي وجهزه مولر بآلات أقامها أو حسنها بنفسه. وإنا لنحس بنسيم العلم النقي في خطاب كتبه إلى زميل له من علماء الرياضة عام ١٤٦٤: "لست أدري متى يتوقف قلمي. إنه سوف يستهلك كل أوراقي إذا لم أتوقف عن الكتابة. إن المسائل تخطر لي واحدة إثر الأخرى وكثير منها جميل بحيث أتردد أيها أضع بين يديك". وفي سنة ١٤٧٥ استدعاه سكستوس الرابع إلى روما لإصلاح التقويم وهناك مات رجيو مونتانوس بعد عام.

وقد حدت حياته القصيرة من منجزاته. ووضع تخطيطا لمؤلفات في الرياضيات والطبيعة والتنجيم والفلك، وكان يأمل أن يشرف على نشر القديم